حين تصغر أمريكا في عيون الكبار..!
كتب / عبد الرضا البهادلي
📍في عالم يضج بالصراعات وتتصارع فيه القوى الكبرى على النفوذ، يظن البعض أن إرادة أمريكا قدرٌ لا يرد، وأن كل ما تريده يتحقق بلا رادّ أو معارض. لكن الحقيقة أعمق من ذلك، فالتاريخ القريب والبعيد يشهد أن إرادتها ليست قدرًا محتومًا، وأن مجرى الأمور بيد الله وحده، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾، فلا يخشى المؤمن إلا ربّه.
📍لقد وصف أمير المؤمنين علي عليه السلام هذه الحالة الروحية بدقة حين قال: «عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم». فمتى ما عظُم الإيمان بالله في قلب العبد، صغرت أمامه القوى، وتلاشت هيبتها في عينيه، لأنه يرى أن النصر والعزّة بيد الله لا بيد غيره.
📍وحتى من لا يملك هذا الإيمان العميق بالله، يمكنه أن يدرك من خلال الوقائع السياسية أن أمريكا أصدرت قرارات كثيرة، ثم تراجعت عنها تحت ضغط مواقف حكومات وشعوب صلبة الإرادة. فالحقائق على الأرض تؤكد أن القوة الحقيقية ليست في المال والسلاح فقط، بل في الإرادة الجماعية والوعي الشعبي.
📍إن أمتنا اليوم بحاجة ماسّة إلى قادة يبعثون في الناس روح العزيمة والكرامة، ويغذّونهم بالوعي والبصيرة والثبات، كما كان يفعل القادة المخلصون على مر التاريخ، وكما جسّد السيد حسن… نصر…. الله مثال القائد الذي يستمد قوته من إيمانه، ويضخ الإرادة والنصر في قلوب أمته. فقوة الأمة من قوة قادتها، وعزيمتها من عزيمتهم، وإعلامها هو السلاح الذي يرسّخ هذه الروح ويصونها من الانكسار اذا كانت تلك المؤسسات تقاد بعقول واعية …