edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. إسرائيل والدروز.. وحلف الدم المغشوش
إسرائيل والدروز.. وحلف الدم المغشوش
مقالات

إسرائيل والدروز.. وحلف الدم المغشوش

  • 27 آب 19:28

كتب / فوزي مهنا

إلى أين سيذهب بنا البعض في السويداء، بمطالباتهم بالاستقلال عن الدولة السورية، وربط مستقبل هذه المحافظة ومستقبل أبنائها، بإسرائيل؟ مع أن إسرائيل التي أخذوا يطالبون بحمايتها من الفصائل الجهادية المتطرفة، هي نفسها التي جلبت لنا هذه الفصائل إلى دمشق، ضمن طبخة مخابراتية إسرائيلية غربية، باتت معلومة للجميع، والهدف من ذلك تنفيذ الفصل الأخير من مخطط الشرق الأوسط الكبير، الذي تتطلع إسرائيل لتنفيذه منذ زمنٍ بعيد.

قبل مجيء هذه الفصائل السلفية، إلى دمشق بساعات، كانت تُكفِّر 95 بالمئة من السوريين، بما فيهم السنة المعتدلين، بالمقابل كان السوريون يتوجسون الخوف منها ومن تاريخها الجهادي المتشدد، صحيح أن السعادة والفرح بعد سقوط النظام المخلوع قد غمرت الجميع، إلا أنه لم يمضِ شهر العسل هذا، حتى بدأت هذه الفصائل تلعب على الوتر الطائفي، بترديد عبارات النصر الإلهي والتفرُّد بالقرار، ثم جاءت مبايعة الفصائل الجهادية، للرئيس المؤقت أحمد الشرع، ثم التعيينات الحكومية والجيش، ذات اللون الواحد، وما تضمنه الاعلان الدستوري من مآخذ كثيرة، ثم أخيراً طريقة تشكيل مجلس الشعب، وما رافق ذلك من تجييش طائفي عملت السلطة على رعايته، من خلال وسائل اعلامها المتعددة، والتي بدلاً من أن تقوم بالعمل على إزالة هذه الهواجس، لدى كافة المكونات السورية، قامت بتعزيزها أكثر، من خلال عدم قيامها بتجريم الخطاب الطائفي، ثم القيام بارتكاب المجزرة تلوى الأخرى، إلى أن وقعت مجازر السويداء، المستمرة حتى اليوم، لتزيد الطين بلة.

نعود للسؤال إلى أين سيذهب بنا البعض في السويداء، بربط أمرهم بإسرائيل؟ ضاربين بعرض الحائط تاريخ الآباء والأجداد، ونضالاتهم في سبيل المحافظة على عروبة وتاريخ هذه المحافظة المشرف، في مقارعة كل قوى البغي والاستعمار، والمحافظة على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وهو ما حذّرت منه بالواقع القوى الدرزية الوطنية في الداخل الفلسطيني منذ أيام، ومثلها في لبنان، من خطورة الزج بالدروز في هذه المواجهة، والسعي لجرِّهم إلى معركة ليست لهم”.

صحيح أن الغالبية العظمى من السوريين، ومعهم إعلام بعض الدول العربية، لم يتركوا لأهالي السويداء، خياراً آخر، سوى إما الذبح، أو الاستعانة بالشيطان، رغم ذلك فإن ربط السويداء بإسرائيل، إنما يعتبر خطأ قاتل.

 لقد سبق لإسرائيل أن قامت في عام 1956 وبدعوى من أول رئيس وزراء إسرائيلي “ديفيد بن غوريون”، بتشكيل هوية أقلية متصهينة، من بينهم الدروز، عندها نشأ بين الطرفين ما سمي بـ “حلف الدم” حصل ذلك على الرغم من المعارضة الواسعة داخل المجتمع الدرزي الفلسطيني، بموجبه تم فرض الخدمة الإلزامية على الدروز في جيش الاحتلال.

“حلف الدم” هذا كما تقول بعض الدراسات، إنما يشير للتحالف التاريخي بين إسرائيل والطائفة الدرزية لديها، والذي يقوم على افتراضات صهيونية كاذبة، بأن الدروز يختلفون عن العرب المسلمين، بحيث يمكن التحالف معهم، إلا أن الواقع اتضح بأن هذا الحلف بالدم، لم يكن سوى التضحية بالدم الدرزي الفلسطيني وحده، في خدمة إسرائيل، وتقديم أرواحهم رخيصة من أجل مواطنيها من اليهود، خصوصاً بعد أن تم فرض قانون يهودية الدولة العنصري، في عام 2018 والذي يعتبر إسرائيل دولة لليهود فقط، دون الأخذ بالحسبان حقوق بقية المكونات التي اعتمدت عليها إسرائيل في حروبها التي لا تنتهي، مما أنتج هوية درزية هجينة، وفقاً لما أورده معهد “فان لير” في القدس (2015)، جرى توظيف هذه الطائفة وغيرها من طوائف، في سياقات سياسية وأمنية متعددة، بينما ظلّت الطائفة الدرزية تُستبعد فعليا من مراكز التأثير الحقيقية داخل الدولة. (الجزيرة 20/7/2025)

بناء على ذلك فإن لدى دروز فلسطين الذين عملت إسرائيل على فصلهم عن محيطهم العربي والإسلامي منذ فترة الخمسينات، أزمة هوية، ناجمة عن التمايز الذي يُمارس بحقهم كإسرائيليين، من الدرجة الرابعة، أو حتى الخامسة، رغم ما يقدمونه في سبيل هذه الدولة من تضحيات، بحيث يمكن القول أن لدى هؤلاء أزمة ثقة، لذا هم يبحثون عن تصديرها إلى بقية دروز دول هذه المنطقة، وهو ما يحصل تماماً، من خلال التنسيق الجاري مع بعض الأشخاص والمرجعيات الدينية في السويداء.

أما الأهم من هذا وذاك، فإن إسرائيل التي يستغيث بها هؤلاء، والتي ستضع الجميع تحت رحمتها، ليست هي من جلبت هذه الفصائل الجهادية إلى دمشق فحسب، وإنما هي التي أوعزت بارتكاب هذه المجازر بحق السويداء وأهلها، كل ذلك من أجل الاستغاثة بها، كي تقوم بإكمال مشروعها التوراتي الهدّام، “من النيل الى الفرات” وعليه لو لم تكن تلك المجازر قد تمت بموافقتها، لاستطاعت منعها بكل الطرق.

فضلاً عن أن إسرائيل اليوم، هي في مأزق حقيقي، بل في أزمة لم تشهدها منذ قيامها عام 1948، نتيجة المجازر اليومية التي ترتكبها في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، مما جعلها، في عداء مع جميع شعوب العالم، لدرجة أن أقرب حلفائها، المتمثل بدول الاتحاد الأوروبي، باتت تهدد اليوم بمقاطعتها اقتصادياً، وعلمياً، بطردها من برنامج “هورايزون” للتعاون الأكاديمي، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.(صحيفة الاستقلال، 4/8/2025)

ومثل ذلك الشارع الأمريكي، وحتى اليهودي أيضاً، لدرجة دعت أكثر من 26 ألف يهودي أميركي وحاخام ورجل دين، لتحدي نتنياهو بالتوقيع على عريضة، تطالب بدخول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، وإنهاء هذا الحصار الظالم.(العربي الجديد، 2/8/2025)

عدا عن ذلك فإن مشرع إسرائيل في هذه المنطقة لن يتوقف، بناءً على ذلك سيكون دروز السويداء ودروز المنطقة برمتها، البالغ عددهم ما يقارب مليون ونصف، جزءاً لا يتجزأ من هذا العداء، لكل ما حولهم من شعوبنا العربية، ولكل الأحرار في العالم، وما دمائهم سوى الحربة التي ستعمل إسرائيل، من خلالها على تحقيق أطماعها التوسعية، خصوصاً أن الجيش الإسرائيلي في حربه على جبهة غزة لوحدها، يعاني اليوم من نقص خطير في عدد جنوده، يتجاوز 12 ألف جندي، مما يدفعه للبحث عن وسائل مختلفة ومبتكرة لتعويض ذلك، من بينها تجنيد أشخاص من يهود الخارج، بمعدل 700 شخص سنوياً.(الجزيرة 18/8/2025). بينما أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، بأن “وزارة الداخلية الإسرائيلية تخطط لتجنيد طالبي لجوء في صفوف الجيش، مقابل منحهم إقامة دائمة” (النشرة،29 أيلول 2024)

من ذلك يتضح حجم المخاطر التي تسعى إليها إسرائيل، من خلال السعي لفصل جميع الدروز في هذه المنطقة، عن مجتمعاتهم وعروبتهم، وإلحاقهم بالمشروع الصهيوني، ولمعرفة مدى هذه الخطورة، ومدى قدرة النخب الفكرية والمثقفة بمنع قيام ذلك، يكفي الاطلاع على ما جاء بكتاب “دروز في زمن الغفلة، من المحراث الفلسطيني الى البندقية الإسرائيلية”، للكاتب الراحل “قيس ماضي فرّو” الصادر عن (مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2019، ص 25) بأن من أهم أسباب نجاح الصهاينة في ذلك، هو أن القرى الدرزية في فلسطين، وخلافا لدروز لبنان وسوريا، لم تشهد تغيرات اقتصادية واجتماعية تساعد على ظهور شريحة قادرة على استيعاب مفاهيم وطنية وقومية، وبالتالي فإن غياب هذه الشريحة المتعلمة، ساعد الحركة الصهيونية في سعيها لتحييد الدروز في الصراع الفلسطيني ـ الصهيوني قبل عام 1948..” فضلاً عن أن زعماء الطائفة الدرزية في فلسطين ظلوا بعيدين عن الفكر القومي والوطني والإسلامي، وذلك خلافاً لما هو عليه الحال في منطقتي جبل لبنان وجبل حوران.

وعليه فإن إلحاق الدروز بالمشروع الصهيوني، ليست هي الغاية المرجوة لدى إسرائيل فقط، وإنما الغاية الأساس هي عسكرتهم، بهدف سد النقص المتواصل في جنودها، واستغلالهم كحربة في مشروعها التوسعي، على النحو الذي فعلته مع دروز فلسطين، حينما قامت بتحويلهم من فلاحين، لديهم أراضٍ زراعية شاسعة يعملون بها، إلى حاملي البندقية الصهيونية، بعد أن قامت بتجريدهم من تلك الأراضي، وفقاً لقيس فرّو، والتي لم يعد يملكون منها في عام 1990 سوى 1% فقط، مما دعاهم مجبرين، للانخراط بالجيش وفي الدوائر الصهيونية المختلفة.

أما ما يخيف أكثر في قراءة هذا الكتاب، هو ما تضمنه من محاولات، سبق أن قام بها قسم من الحركة الصهيونية، بهدف نقل دروز فلسطين إلى جبل حوران، بعد عملية شراء أراضيهم، فضلاً عن محاولات جرّ دروز المنطقة إلى التعاون معهم، من “أجل حماية دروز فلسطين”، أو الوقوف على الحياد، من النزاع العربي الإسرائيلي، ورفض ذلك من قبل الزعيم سلطان باشا الأطرش.

لذلك يحذر فرو من مقدار خيبة الأمل حيال هذا الحلف الدموي، قائلا: “في الوقت الذي تتواصل فيه احتجاجات المثقفين الدروز ولجنة المبادرة الدرزية إلى اليوم، لم يجد صناع القرار “الإسرائيليون” صعوبة لتهميش هذه “القوى السلبية”، ولكن عندما ستبحث الجماعة الدرزية عن أجوبة حول المستقبل، سيكون الشعور الضمني بالمصيبة حتميا لا ريب فيه”.

نختم ذلك بالقول أنه يجب على كافة النخب الفكرية والثقافية الدرزية في السويداء، وفي عموم دول المنطقة، رفع الصوت عالياً حيال رفض ربط مصيرهم بإسرائيل ومشاريعها التوسعية، والتمسك بجذورهم العربية، وعدم التنازل عنها، مهما بلغ حجم المؤامرات، تلك التي تقوم بها الصهيونية العالمية اليوم، بالتنسيق مع الفصائل السلفية الحاكمة في دمشق، بهدف تحقيق مروياتها الدينية، قبل فوات الأوان، لأن إسرائيل ستقوم بإسكات كل صوت مخالف، تماماً كما فعلت مع الشاعر الراحل سميح القاسم، وآخرون بسجنهم بسبب مواقفهم الوطنية، وإلا فإن الدروز، سيغدون، دون ريب، رأس الحربة في تحقيق هذا المشروع التوراتي الهدّام، خصوصاً أن النهاية الأبدية للحروب بين العرب وإسرائيل، كما يقول صامويل هنتنغتون بكتابه، صدام الحضارات، إنما “تشبه المعجزة الإنسانية”.

الأكثر متابعة

الكل
تغيير استثنائي بمسار حركة الشاحنات بين بغداد وإقليم كردستان عبر ديالى

تغيير استثنائي بمسار حركة الشاحنات بين بغداد وإقليم...

  • إقتصاد
  • 11 كانون الأول
بينهم العراق.. احتياطيات الذهب العربية تتجاوز 1600 طن

بينهم العراق.. احتياطيات الذهب العربية تتجاوز 1600 طن

  • إقتصاد
  • 9 كانون الأول
ذي قار تحصل على موافقة إنشاء تلفريك سياحي في مدينة أور الأثرية

ذي قار تحصل على موافقة إنشاء تلفريك سياحي في مدينة...

  • إقتصاد
  • 14 كانون الأول
إدارة سد الدبس بكركوك تطلق 500 متر مكعب بالثانية لدعم نهر دجلة

إدارة سد الدبس بكركوك تطلق 500 متر مكعب بالثانية...

  • إقتصاد
  • 13 كانون الأول

اقرأ أيضا

الكل
الرمز الكردي...
مقالات

الرمز الكردي...

الجولاني… والعودة الهادئة إلى “نظام الطاعة”
مقالات

الجولاني… والعودة الهادئة إلى “نظام الطاعة”

عمليتا “بيت جن” و”تدمر”… بداية التراجع الأمريكي-الإسرائيلي..!
مقالات

عمليتا “بيت جن” و”تدمر”… بداية التراجع الأمريكي-الإسرائيلي..!

لا سیادة دون‌ تخلي المحتل عن عنجهیته..!
مقالات

لا سیادة دون‌ تخلي المحتل عن عنجهیته..!

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا