edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. الازدواجية الأمريكية تجاه الحشد
وليد الطائي
وليد الطائي
مقالات

الازدواجية الأمريكية تجاه الحشد

  • 31 آب 14:27

كتب / وليد الطائي

منذ سقوط النظام السابق عام 2003 والعراق يعيش تحت ضغط السياسات الأمريكية التي تتلوّن وفق مصالحها، لكن أكثر ما يكشف زيف شعاراتها هو موقفها المتناقض من الحشد الشعبي. فمن جهة، تتذرع واشنطن بأن وجود قواتها في العراق ضروري بحجة بقاء خطر الإرهاب وفلول داعش، ومن جهة أخرى تصرّ على ضرورة حل الحشد الشعبي بحجة أن الخطر قد زال! فأي منطق هذا؟ وأي سياسة تلك التي تريد للعراق أن يبقى عارياً بلا سلاح يحميه؟

الحشد الشعبي ليس تنظيماً طارئاً ولا ميليشيا خارجة عن القانون كما تحاول بعض الأبواق المأجورة تصويره؛ بل هو ولادة وطنية خالصة استجابت لفتوى المرجعية في لحظة تاريخية كادت أن تسقط فيها الدولة. هذا التشكيل هو من وقف بوجه مشروع تقسيم العراق وسقوط بغداد ومدن الجنوب والشمال والغرب بيد داعش، وهو من قدّم آلاف الشهداء والجرحى ليبقى العراق موحداً وسيّداً.

لكن ما يزعج أمريكا اليوم هو أن الحشد الشعبي خرج من معركة الإرهاب أكثر قوةً وتنظيماً وخبرة، وتحول إلى قوة رادعة لا يمكن تجاوزها في أي معادلة أمنية أو سياسية. ولأن واشنطن لا تريد عراقاً قوياً يمتلك إرادته وسلاحه السيادي، فهي تروّج لفكرة تفكيك الحشد بحجج واهية، محاولة إعادة البلاد إلى مربع الضعف والفوضى الذي يناسب مشاريعها ومصالحها.

كل متابع يدرك أن الخطر لم ينتهِ بعد، فخلايا الإرهاب ما زالت تتحرك في أكثر من منطقة، والتهديدات الإقليمية والدولية لم تتوقف. فكيف يُعقل أن يُطالب العراق بتجريد نفسه من أبرز قوة أثبتت كفاءتها وشجاعتها ووطنيتها في أصعب المعارك؟ الحقيقة أن هذه المطالب ليست سوى محاولة لتجريد العراق من أدوات قوته حتى يبقى تابعاً وخاضعاً.

إن الموقف الأمريكي ليس سوى جزء من مشروع أكبر لإعادة تشكيل المنطقة بما يضمن بقاء الهيمنة الأمريكية والصهيونية، ويحول دون قيام أي قوة شعبية أو وطنية يمكن أن تشكل عائقاً أمام هذه المشاريع. والحشد الشعبي، بحكم عقيدته وارتباطه العميق بأرض العراق وشعبه، أصبح شوكة في حلق هذه المشاريع، ولهذا يستهدفونه إعلامياً وسياسياً وحتى عبر الضغوط الاقتصادية والعقوبات.

لكن ما لا تفهمه واشنطن هو أن الحشد الشعبي ليس مجرد تشكيل عسكري يمكن حله بقرار سياسي أو ضغط خارجي؛ بل هو حالة شعبية راسخة، وإرادة جماهيرية تمتد من الجنوب إلى الشمال، ووعي وطني يدرك أن دماء الشهداء لا يمكن أن تُباع في سوق المساومات.

العراق اليوم بحاجة إلى تعزيز هذه القوة الوطنية، لا إلى إضعافها. فمن يريد عراقاً مستقراً وقوياً لا يمكن أن يقف ضد الحشد، ومن يطالب بحله إنما يكشف عن نواياه الحقيقية في إبقاء العراق ضعيفاً وممزقاً ومرتهناً للأجنبي.

إن الرسالة التي يجب أن تصل إلى واشنطن وحلفائها واضحة: الحشد الشعبي خط أحمر، والمساس به هو مساس بسيادة العراق وأمنه ومستقبل أجياله. وإذا كانت أمريكا تراهن على أدواتها السياسية والإعلامية لتشويه هذه الحقيقة، فإن وعي العراقيين وتجربتهم المريرة مع الاحتلال والدمار كفيلان بإسقاط كل هذه المؤامرات.

لقد ولى زمن الإملاءات، والعراق الذي قدّم التضحيات لن يقبل اليوم أن يُعاد إلى بيت الطاعة الأمريكي. الحشد الشعبي سيبقى درع الوطن، وقوة العراقيين جميعاً، ورمز سيادتهم التي حاول الكثيرون كسرها ولم يفلحوا.

الأكثر متابعة

الكل
الرد الايراني حقق ثلاثة اهداف..ما علاقة المتصهينين العرب؟

الرد الايراني حقق ثلاثة اهداف..ما علاقة المتصهينين...

  • 14 حزيران
علي المؤمن

ضرورة إعادة تشكيل العقل الشيعي العراقي المبعثر

  • 6 حزيران 2023
رامي الشاعر

البنتاغون يقرّ بهزيمته

  • 3 نيسان 2023
من أخطر الوثائق سرية في العالم عمرها تجاوز الـ 120 عاما للتآمر على الوطن العربي

من أخطر الوثائق سرية في العالم عمرها تجاوز الـ 120...

  • 25 أيار 2023
مضامين الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام
مقالات

مضامين الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام

ما جدوى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟
مقالات

ما جدوى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

ترامب يكشف المؤامرة التي أحيكت ضد روسيا
مقالات

ترامب يكشف المؤامرة التي أحيكت ضد روسيا

قلق الهويات.. بين من نحن ؟ ولماذا نحن..!
مقالات

قلق الهويات.. بين من نحن ؟ ولماذا نحن..!

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا