التغيير الاجتماعي يبدأ من النفس..!
كتب / عبد الرضا البهادلي
📍يؤكد القرآن الكريم على قاعدة أساسية في سنن الله مع عباده، وهي أن التغيير الحقيقي لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل، من النفس والفرد ثم المجتمع: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].
📍فالتغيير الاجتماعي ليس كلمات تقال على المنابر او على الفضائيات او شعارات يرفعها ، بل هو تحوّل عملي في السلوك والقيم والمبادئ. وحين يغيّر الناس ما بأنفسهم، يتنزل عليهم وعد الله بالبركة والرحمة: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف: 96].
📍فالتغيير يعني أن يتحول الإنسان من طريق الباطل إلى طريق الحق، من المعصية إلى الطاعة، ومن الرذائل إلى الفضائل، مثل:
من الكذب ➝ إلى الصدق.
من الخيانة ➝ إلى الأمانة.
من النفاق ➝ إلى الإخلاص.
من الغيبة ➝ إلى حفظ اللسان وحسن الذكر.
من الغش ➝ إلى النصح والوفاء.
من الظلم ➝ إلى العدل والإنصاف.
من الرياء ➝ إلى الإخلاص لله.
من البخل ➝ إلى الكرم والإنفاق.
من العقوق ➝ إلى برّ الوالدين.
من القطيعة ➝ إلى صلة الرحم.
من الأنانية ➝ إلى الإيثار والتضحية.
من الفرقة والانقسام ➝ إلى الوحدة والأخوّة.
من الكبر والاستعلاء ➝ إلى التواضع لله وللناس.
من الحسد ➝ إلى المحبة والتمنّي بالخير للآخرين.
من الحقد والعداوة ➝ إلى العفو والصفح.
من الفحش والبذاءة ➝ إلى العفة وحسن القول.
من اللهو المحرّم ➝ إلى ذكر الله والاشتغال بالنافع.
من إضاعة الوقت ➝ إلى الجد والاجتهاد.
هذه التحولات الفردية إذا اجتمعت شكلت مجتمعًا متغيّرًا، يقترب من رضا الله وينال بركاته ويمكن إطلاق انهم غيروا انفسهم….
📍وحين يغفل المجتمع عن التغيير ويستمر في المعاصي، يسلط الله عليهم من هو على شاكلتهم، كما في الحديث :«كما تكونون يُولّى عليكم»
أي أن الظلم والفساد الذي نراه في الحكّام ما هو إلا انعكاس لما في الناس من ضعف وقصور. فإذا أراد الناس حاكمًا صالحًا وواقعًا أفضل، وجب عليهم أن يبدأوا بأنفسهم أولًا.
📍إن التغيير شرط لنزول الخيرات الإلهية على الأمة. فإذا صلح الناس بالإيمان والتقوى، عمّتهم البركات، وإذا استمروا في المعاصي، حُرموا منها: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الأنفال: 53]….
🤲اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة…..