edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. عصر التزييف… والوعي الذي يُسرق من بين أيدينا
عصر التزييف… والوعي الذي يُسرق من بين أيدينا
مقالات

عصر التزييف… والوعي الذي يُسرق من بين أيدينا

  • 7 كانون الأول 14:29

كتب / عباس النوري العراقي

نحن لا نعيش مجرّد عصر تفاهات؛ نحن نعيش عصر تدميرٍ منهجي للوعي.

لم تعد التفاهة صدفة، ولا الضوضاء الإعلامية خطأً عابرًا… إنها مشروع كامل:

مشروع يصنع قدوةً من ورق، ويهدم أخرى من ذهب، ويقلب المعاني حتى يصبح الإنسان غريبًا عن جذوره، وعبدًا لصورٍ مُعدَّة مسبقًا.

نحن أمام معركة تُشنّ بلا رصاصة، لكن ضحاياها من العقول والضمائر أكثر من ضحايا الحروب نفسها.

—

أولًا: صناعة “البعبع الأمريكي”… حتى تُقبّل الجزمة قبل أن تُرفع

هناك ماكينة إعلامية تعمل ليل نهار لتحويل أمريكا إلى “قدرٍ لا يُردّ”، و“قوة لا تُقهر”، و“عقل العالم الذي يجب أن نتبعه”.

يُراد لنا أن نخاف قبل أن نفكّر، وأن نستسلم قبل أن نفهم.

يُراد لنا أن نقبل بالهيمنة باعتبارها خيارًا عقلانيًا، وأن نُذعن للقرارات الأمريكية والصهيونية وكأنها قوانين الطبيعة.

بعض الأصوات – عن جهل أو مصلحة – تروّج لهذا الخطاب:

“أمريكا لا تُهزم”

“مواجهتها انتحار”

“الانحناء حكمة”

وهذا أخطر من القنابل النووية نفسها.

لأنك إذا زرعت الخوف في قلب شعب، فقد جعلته سجينًا دون قضبان.

وإذا فقدت الشعوب ثقتها بذاتها، فإنها ستقبل بالمهانة كضرورة، وبالهيمنة كقَدَر.

لكن تاريخ الشعوب لا يكتبه الخائفون.

والإرادة الحرة لا تُقهر مهما ضجّت الترسانات.

—

ثانيًا: ضرب القيادات النزيهة… لصناعة شعب بلا رأس

الهدم يبدأ من الأعلى:

اضرب القيادة، يتحوّل الشعب إلى قطيع بلا اتجاه.

شوّه العلماء، تسقط القيم.

شوّه السياسي النزيه، تغيب المرجعية الأخلاقية.

عندها يصبح المجتمع جاهزًا تمامًا لتقبّل “المنقذ الأجنبي” الذي يتقدّم بثوب حضارةٍ زائفة.

هذه ليست حربًا على أشخاص، بل حربًا على المعنى.

الهدف: أن يخسر المواطن ثقته بقدوته، ثم يفقد ثقته بنفسه، ثم يُسلّم عقله لمن يدّعي القوة والحماية.

إنه مشروع إسقاط منظّم:

إسقاط الرموز،

إسقاط القدوة،

إسقاط الثقة،

ثم فرض القوّة العظمى باعتبارها البديل الطبيعي لفراغ صُنع عمدًا.

هذا النوع من الهجوم الإعلامي لا يقتل الجسد، لكنه يقتل الروح الوطنية.

—

بين الأصالة والمهانة… خيار واضح لكن الأمة تُخدَّر

ما يحدث اليوم ليس مجرد ترويج تفاهة، بل إعادة برمجة.

يريدون إنسانًا لا يرى في العالم إلا قوة واحدة تستحق السمع والطاعة، ويريدون شعبًا يكره كل قيادة تنتمي إليه، ويُحب كل سلطة تأتيه من بعيد.

 

يريدون وعيًا هشًا، مترددًا، بلا جذور، بلا ثقة، بلا تاريخ.

لأن الإنسان الخاوي هو أسهل الناس شراءً، وأسرعهم انكسارًا، وأقلهم قدرة على التمييز بين ما يجب أن يُتّبع وما يجب أن يُلقى في سلة المهملات.

لكن الأصالة التي جاء بها الوحي ليست زينة ثقافية، بل أداة مقاومة.

قال تعالى:

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾

هذه ليست جملة تربوية… إنها إعلان صريح:

من امتلك قدوته الأصيلة، لا يمكن أن يُقاد بقدوة مزيّفة.

—

خاتمة حادّة… لأن الزمن لا يرحم المترددين

الواقع واضح:

هناك من يريد لهذه الأمة أن تخاف، وأن تتنازل، وأن تشكّ بنفسها، وأن تُسقِط قادتها، وأن تلعن جذورها… حتى لا يبقى أمامها إلا باب واحد تطرقه: باب القوة الأجنبية.

وهذا هو جوهر الهزيمة:

هزيمة تبدأ في الرأس، لا في الميدان.

لكننا لسنا مضطرين للعيش كضحايا.

الوعي سلاح، والإيمان سلاح، والبصيرة سلاح، والقدوة الأصيلة سلاح.

ومن امتلك هذه السلاح الأربعة، لم يركع لأي “بعبع”، مهما ضخّمته الشاشات، ولم يخن قدوته مهما تآمرت عليه المنصّات. 

الأكثر متابعة

الكل
صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 70,112 شهيدا

صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 70,112...

  • دولي
  • 1 كانون الأول
بوتين: سلطات كييف مشغولة بالتسول للحصول على المال

بوتين: سلطات كييف مشغولة بالتسول للحصول على المال

  • دولي
  • 2 كانون الأول
خبير امني : سوريا دولة راعية للإرهاب

خبير امني : سوريا دولة راعية للإرهاب

  • دولي
  • 5 كانون الأول
ثلاث دول تنسحب من يوروفيجن 2026 رفضا لمشاركة الكيان الصهيوني

ثلاث دول تنسحب من يوروفيجن 2026 رفضا لمشاركة الكيان...

  • دولي
  • 4 كانون الأول

اقرأ أيضا

الكل
إذا صدق تقرير “رويترز” المُرعب.. هل ستشهد سورية حربًا أهلية عسكرية في العام الجديد؟
مقالات

إذا صدق تقرير “رويترز” المُرعب.. هل ستشهد سورية حربًا أهلية...

العراق . . تاريخ من النضال والمقاومة..وحدن بيبقوا.. !
مقالات

العراق . . تاريخ من النضال والمقاومة..وحدن بيبقوا.. !

عصر التزييف… والوعي الذي يُسرق من بين أيدينا
مقالات

عصر التزييف… والوعي الذي يُسرق من بين أيدينا

يضعون حدودا للعقيدة الاسلامية بينما العلمانية بلا حدود
مقالات

يضعون حدودا للعقيدة الاسلامية بينما العلمانية بلا حدود

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا