أطلقوا سراح بيض المائدة
كتب / علي قاسم الكعبي
لا نتحدث عن التأثير الإيجابي الصحي للبيض، الذي يعتبره العراقيون جزءاً كبيراً من ثقافتهم الغذائية، بل لنتحدث عن التأثير السلبي لفقدان هذه المادة المهمة من مائدة العائلة العراقية، بما أن أسعارها وصلت إلى حد يقترب من سعر كيلو اللحم. ومن المفارقة أن طبق البيض أصبح أغلى ثمناً من الدجاجة ذاتها.
إن ارتفاع أسعار البيض بات أمراً يُثقل كاهل العائلة العراقية، كون هذه المادة وجبة سريعة التحضير، خاصة مع دخول فصل الشتاء وبداية العام الدراسي في المدارس والجامعات، فضلاً عن الدوائر، سواء الحكومية منها أو الخاصة.
”المنتوج الوطني”
ومن الغريب جداً أنك تسمع بأن هذا البيض يُعد فخراً للإنتاج الوطني، وأنه يجب مساندة تلك الشركات. وبطبيعة الحال، هذا أمر جيد وحسن، ولكن لا يجب أن يكون على حساب المواطن الذي أُضيف إليه هَمٌّ جديد مع الارتفاع الفاحش للأسعار.
لماذا لا يُفتح باب الاستيراد؟ ففي كل الدول توجد سلطات تراقب الأسعار وتحافظ على السوق الاقتصادية بحسب مؤشرات وحسابات تضعها تلك الدول، إلا في بلدان يبدو أن هذا الأمر غريب عليها، أو ربما غير قابل للتطبيق.
”نظرية المؤامرة”
يعتقد الكثير أن سوق البيض بات تحت سيطرة طبقة من مافيات التجار التي تتحكم به، وتعمل جاهدة على إبقاء هذا السوق مرتفعاً من أجل تحقيق ربح أكبر. إذن فهو سجين عند أناس لا يخافون الله ولا يحترمون القانون.
”السؤال المهم”
أين موقف الحكومة؟
إنه من الملفت للنظر أن الحكومة، رغم معرفتها بارتفاع أسعار البيض، كما أكد وكيل الوزارة مهدي سهر الجبوري، إلا أنها لا تُحرك ساكناً، ولا تعاقب تاجراً، ولا بإمكانها ضبط السوق، وتركت الحبل على الغارب.