قلق الهويات.. بين من نحن ؟ ولماذا نحن..!
كتب / علي عنبر السعدي ||
– هل نعود الى نقطة البدء ؟ أم نبدأ من حيث وصلنا ؟؟
– كيف تتشكل الهوية ؟ وكيف تتغير ؟
– من نحن ؟ سؤال التميز ؟ لماذا نحن ؟ سؤال الدور
في البحث عن تفرعات السؤال ، باعتباره وسيلة للوصول الى اجابة ، وعند الكشف عن المنحنيات التي ترافقه ،سنرى تفرعات السؤال الى :
1- استفهامي – طبيعته معرفية
2- استعلامي – = خبرية
3- استنكاري – = سياسية
4- استفزازي – = آيديولوجية
5- استعلائي = عنصرية
6- استهزائي – = عبثية
وكل من هذه الأسئلة ،يمكن أن يشكل حقل دراسات مختلف ،يقود الى نتائج مغايرة بدورها ، سواء في الأفراد او الجماعات ، وصولاً الى تكوينات الدولة والمجتمع والنظم السياسية .
ولأن العلوم بشكل عام ، والاجتماعية منها بشكل خاص – باتت تميل الى التفصيل في التفصيل ، أي دراسة كل حالة أو ظاهرة ،تسود في مرحلة ما لزمن ومكان محددين ، وما تتركه من آثار على هذه الجماعة او تلك ، لذا انطلقت البشرية من السؤال الأكثر تجذراً وحضوراً : من نحن ؟ وهو سؤال معرفي تحول الى استعلائي / استفزازي معاً.
تلك كانت البداية لما استندت عليه الانشقاقات اللاحقة في المسار البشري ،وفي بحث كل جماعة عمّا يميزها ليشكل هوية خاصة بها .
ولأن البحث عن هوية ، طالما مرّ بمراحل وأطوار لم تكن ميسرّة ،حتى اعتقدت الجماعات البشرية ، انها وصلت الى مايمكنه ان يشكل اساسات ، للانطلاق نحو معرفة الآخر وبالتالي يتخذ السؤال شكل : من هم ؟؟ بعد أن قطع سؤال من نحن ؟ مراحل زمنية طويلة وتجارب عنيفة .
ولكي لايبقى السؤال عائماً وعمومياً ، فلابد من اتخاذ نماذج معينة ،لتوضيح الصورة ، منصة انطلاق لما هو أبعد ، وسنركز على أربعة تجارب في المنطقة ، الشيعة – الدروز – الأمازيغ – الأقباط .
تناول الشيعة ، يختلف كذلك بين ساحة وأخرى ، وبين تجربة وأخرى ،سواء التاريخي منها ،أو السياسي والاجتماعي- مع الاشتراك في العقيدي – لذا سنأخذ تجارب ثلاث منها : العراق – ايران – لبنان .
هناك ثلاثة محاور ينبغي اعتبارها في الحديث عن شيعة العراق بشكل خاص وهي :
1- الطقوسية
2- الاجتماعية
3- السياسية
4- الثقافية .
– الشيعية الطقوسية : في كل المسار البشري ، وفي مختلف محطاته ومنعرجاته ، كان لخلود الأسطورة عامل جذب ،يتحول رافداً من مقومات الهوية
وحين يكون لجماعة أو شعب ما ،رموز يتجدد خلودها ،ويشكل موضع انبعاث متواصل ، فإن تلك الجماعة تحافظ على وجودها وتماسكها ، وأكثر الرموز تأثيراً ، هي المؤسطرة ، أي تلك التي تنتقل من المباشرة في الحدث التاريخي ، الى المنبعثة في البناء الأسطوري ،أي نقل الحدث من الخبري ، الى النفسي ، ومن القراءة المجردة ، الى الطقوس المجسدة .
ذلك ماجعل حركة التشيع في العراق، تتحول من ثورة تطرح مطالب سياسية ، الى حالة وجدانية تفجعية ، إنطلاقاً من واقعة كربلاء ، التي أضفى اليها المخيال الجمعي، سمات أسطورية تجسدت حتى في التشكل الروحي لدى الإنسان الشيعي في العراق، ذلك التشكل الذي ساهم الى حدّ كبير في استمرار وصمود حركة التشيع العراقي، التي لم تنجح معها تبعاً لذلك، حالات الاستئصال والانحسار كما حدث في الدولتين الحمدانية والفاطمية، لكنها بقيت عند هذه الحدود ، وستمرّ تجارب دامية ، قبل مواجهة عالم السياسة المتغير .
-فهل صنع شيعة العراق هويتهم ؟ وهل ساهمت السياسة في صنع تلك الهوية ؟ أم تفككها ؟؟
متى يحين طرح السؤال : لماذا نحن ؟؟ وهل من إجابات ترسم دوراً ؟؟ وكيف تتحدد معالم المعرفة لسؤال كهذا ؟؟ وعلى ماذا ترتكز ؟؟