edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. درس من التاريخ الهاتف الذي قتل رئيس الشيشان
درس من التاريخ الهاتف الذي قتل رئيس الشيشان
مقالات

درس من التاريخ الهاتف الذي قتل رئيس الشيشان

  • اليوم 16:38

كتب / أحمد الساعدي

العمليات الاستخبارتية عند البحث فيها والتقصي غالبا ما تجد المعلومات عنها معقده جدا ومركبه ومن الصعب الحصول على الحقيقه الكامله مع ذلك اجمع نتف معلومات واضعها بالتحليل  الاستخباراتي واستخرج منها المضمون والدرس الاستراتيجي وضمن سلسة مقالتي بهذا المضمار المهم والحيوي وأنا اسلط الضوء على ابرز الاغتيالات الاي جرت بعمليات استخباراتية لأجل ان يستفاد منها ضباطنا العاملون بهذا الاختصاص وأخذ مايمكن منها من دروس وعبر  آملين فهم جوهر المقال الذي اقدمه بين أيدهم وأنا اكتبه بحرص وأمانه تاريخيه وبحث دقيق عن المعلومة .

١-في تاريخ الصراعات الحديثة في القوقاز يبرز اسم جوهر دوداييف بوصفه شخصية إشكالية ومفصلية ارتبطت بولادة المشروع القومي الشيشاني وسقوطه في آن واحد. وُلد دوداييف عام 1944 في لحظة تاريخية قاسية رافقت تهجير الشيشان القسري إلى كازاخستان بقرار من ستالين وهو حدث ترك أثراً عميقاً في الوعي الجمعي الشيشاني وشكّل لاحقاً نواة خطابه السياسي القائم على فكرة الكرامة القومية والظلم التاريخي. التحق لاحقاً بالقوات الجوية السوفيتية وحقق صعوداً لافتاً داخل مؤسسة عسكرية مغلقة حتى بلغ رتبة لواء طيار ليكون أول شيشاني يصل إلى هذا المستوى وقاد قاذفات استراتيجية بعيدة المدى وخدم في مواقع حساسة داخل الاتحاد السوفيتي من بينها دول البلطيق وهو مسار جعله ضابطاً محترفاً ذا عقلية دولة أكثر من كونه ثائراً تقليدياً وهو ما انعكس بوضوح على رؤيته السياسية لاحقاً.

٢-مع بداية تفكك الاتحاد السوفيتي وجد دوداييف نفسه أمام لحظة تاريخية نادرة فاستقال من الجيش ورفض استخدام القوة ضد الحركات القومية في البلطيق ثم عاد إلى الشيشان ليقود الحركة الوطنية هناك. عام 1991 أعلن استقلال الشيشان وانتُخب رئيساً لها في ظل انهيار السلطة المركزية الروسية وضعف مؤسسات الدولة الجديدة. كان مشروعه في جوهره قومياً علمانياً لا يقوم على الدين بل على الهوية والتاريخ ورفض الهيمنة وكان يرى أن صراعه ليس مع الشعب الروسي بل مع الكرملين بوصفه امتداداً لإرث إمبراطوري. دعا في أكثر من مناسبة إلى تسوية سياسية تحفظ كرامة الشيشان دون خضوع لكنه في الوقت ذاته لم ينجح في بناء مؤسسات قوية قادرة على ضبط الداخل في ظل حصار اقتصادي خانق وانقسامات عشائرية حادة وانتشار واسع للسلاح.

٣-اندلاع الحرب الشيشانية الأولى عام 1994 وضع دوداييف في موقع الرمز الأعلى للمقاومة الشيشانية سياسياً ومعنوياً أكثر من كونه قائداً ميدانياً مباشراً. جاءت هذه الحرب في سياق تاريخي أطول من المواجهات بين الشيشان وروسيا امتد منذ الحروب القيصرية في القرن التاسع عشر مروراً بالقمع السوفيتي والتهجير الجماعي وصولاً إلى لحظة الانفجار بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. حاول دوداييف الموازنة بين القيادة السياسية والقادة العسكريين مثل شامل باساييف لكنه لم يكن منسجماً تماماً مع أساليبهم ورفض العمليات العشوائية خارج الشيشان إلا أن هشاشة الدولة الوليدة جعلت السيطرة على الميدان أمراً بالغ الصعوبة. في هذه المرحلة أصبح هدفاً استخبارياً مباشراً لموسكو خاصة بعد فشل محاولات اعتقاله أو تصفيته بالوسائل التقليدية.في الحادي والعشرين من نيسان عام 1996 وقعت النهاية التي ستدخل كتب الاستخبارات والحروب الحديثة. أثناء وجوده قرب قرية غيخي في جنوب الشيشان كان دوداييف يجري اتصالاً عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية فجرى التقاط إشارة الهاتف وتحديد موقعه بدقة عالية ثم أُطلقت صواريخ موجهة من طائرة روسية أصابته مباشرة وأدت إلى مقتله على الفور. اعتُبرت العملية سابقة خطيرة دشّنت منطقاً جديداً في الحروب مفاده أن الاتصال نفسه قد يتحول إلى سلاح قاتل وأن التفوق التكنولوجي والاستخباري قادر على حسم ما تعجز عنه الجيوش على الأرض.

٤-لاحقاً ظهرت روايات غير رسمية تحدثت عن دور أمريكي غير مباشر في العملية عبر توفير قدرات تقنية أو معلومات تتبع لإشارة الهاتف في ظل تقارب روسي أمريكي خلال تسعينيات القرن الماضي وحاجة موسكو آنذاك إلى بنية تعقب متقدمة لم تكن مكتملة لديها بعد. هذه الروايات استندت إلى طبيعة الأقمار الصناعية المستخدمة وإلى السياق السياسي الدولي لكنها بقيت دون أي إثبات رسمي فيما ظل التقييم الأقرب للواقع لدى كثير من المحللين أن التنفيذ كان روسياً خالصاً مع احتمال استفادة غير مباشرة من بنية اتصالات غربية دون وجود قرار أمريكي مباشر بالاغتيال. لربما هنالك نفي من قبل الأمريكان عن هذا الموضوع في وسائل الإعلام  الامريكيه ويعتبر هكذا تعاون وتنسيق استخباراتي بين الطرفين طي الكتمان وجزء من عمل الاجهزه الاستخبارتية ولكن المؤشر انذاك يشير على متابعه تحركات الهدف كان من قبل الأمريكان لكون تقنيات  التعقب متوفره لديهم فقط .

٥-مقتل دوداييف لم ينهي الحرب الشيشانية الأولى فوراً لكنه أحدث فراغاً قيادياً كبيراً وسرّع تحوّل الصراع من مشروع استقلال قومي ذي طابع سياسي إلى حرب استنزاف مفتوحة ذات طابع أكثر عسكرة وتعقيداً. بعد أشهر اضطرت روسيا إلى توقيع اتفاق خاسافيورت وإنهاء الحرب الأولى دون حسم جذري وهو ما مهّد لاحقاً لاندلاع الحرب الشيشانية الثانية عام 1999 التي اتسمت بقبضة روسية أشد وباستخدام واسع للأدوات العسكرية والاستخبارية وانتهت بإعادة فرض السيطرة الروسية المباشرة وتحويل الصراع إلى تمرد منخفض الحدة في عموم شمال القوقاز خلال العقد اللاحق.وهنا وقعت روسيا في خطا استراتيجي لو حافظت على حياة الرئيس السابق كان افضل لها وأقل كلفه لكون الأحداث بعد الاغتيال كان دموية وحصلت خسائر جسيمة بشريه وماديه بالجيش الروسي الذي كان يعاني انذاك من ضعف بالقدرات العسكرية وهنا نستخلص اهم درس وأعتقد القياده الروسيه تعلمته الان هو إبقاء قيادات الخصم على قيد الحياة توفر إمكانيه الحوار والحلول بعد الحرب ولهذا نجد روسيا في حربها مع أوكرانيا تحاول جاهده الابتعاد عن اغتيال رئيسها بالرغم قدرتها على تصفيته فتجربة الشيشان كانت درسا استراتيجيا .

٦-في الذاكرة الشيشانية بقي جوهر دوداييف رمزاً للاستقلال والكرامة الوطنية فيما تنظر إليه موسكو بوصفه متمرداً انفصالياً أما في ميزان التاريخ فيُنظر إليه كقائد انتقالي نشأ من رحم دولة منهارة وحاول بناء دولة في زمن لم تنضج فيه شروط الدولة فسقط بفعل التفوق الاستخباري قبل أن يُهزم عسكرياً ليجسد بذلك إحدى أكثر لحظات التحول قسوة في تاريخ الشيشان الحديث .

الأكثر متابعة

الكل
إصابة جنديين أمريكيين بانقلاب دورية في قاعدة الحرير قرب أربيل

إصابة جنديين أمريكيين بانقلاب دورية في قاعدة الحرير...

  • أمني
  • 17 كانون الأول
خبير أمني: هجوم تدمر كشف فشل الاستراتيجية الأميركية في سوريا

خبير أمني: هجوم تدمر كشف فشل الاستراتيجية الأميركية...

  • أمني
  • 16 كانون الأول
الحشد الشعبي يبطل مفعول 6 اجسام مفخخة في الانبار

الحشد الشعبي يبطل مفعول 6 اجسام مفخخة في الانبار

  • أمني
  • 20 كانون الأول
الأمن يكشف تفاصيل جريمة هزّت الرأي العام في بابل

الأمن يكشف تفاصيل جريمة هزّت الرأي العام في بابل

  • أمني
  • 18 كانون الأول
نزع السلاح في العراق .. بين هاجس الدولة وذاكرة الخطر
مقالات

نزع السلاح في العراق .. بين هاجس الدولة وذاكرة الخطر

درس من التاريخ الهاتف الذي قتل رئيس الشيشان
مقالات

درس من التاريخ الهاتف الذي قتل رئيس الشيشان

العراق بعد انتخابات 2025: استقرار مؤجل أم إعادة تدوير للأزمة
مقالات

العراق بعد انتخابات 2025: استقرار مؤجل أم إعادة تدوير للأزمة

السياسة والسلاح في جسد واحد..!
مقالات

السياسة والسلاح في جسد واحد..!

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا