نيولاين ماغازين: شركات النفط الكبرى تسبب السرطان في البصرة
المعلومة/ ترجمة..
كشف تقرير لمجلة نيولاين ماغازين الامريكية ، الاثنين، ان صناعة النفط العراقية تلقي بظلالها على التكاليف البشرية في ظل سعي المسؤولين والشركات الأجنبية العملاقة العاملة لإخفاء ارتفاعٍ مُقلق في عدد الحالات الطبية نتيجة ارتفاع الإصابة بامراض السرطان .
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة/ ان " القرى البصرية المجاورة لحقل غرب القرنة يتصاعد بالقرب منها عمود كثيف من الدخان فوق أسطح المنازل،ومن كل زقاق وواجهة متجر، يُمكن رؤية عمود من السخام يتصاعد بلا نهاية في السماء. مصدره يقع خلف أطراف القرى مباشرةً، وهي مشاعل الغاز في حقل غرب القرنة 2، أحد أكبر حقول النفط العراقية، والذي تُشغله شركة الطاقة الروسية العملاقة لوك أويل، حيث لا تنطفئ النيران أبدًا ووهجها البرتقالي ثابت كالغبار".
وأضاف انه " خلال العامين الماضيين، تم توثيق أكثر من 3000 حالة إصابة جديدة بالسرطان في بلدة عرادة التي لا يتجاوز عدد سكانها 51 ألف نسمة، فيما تم تنظيم اجتماعات ومظاهرات مجتمعية وتوجيه النداءات إلى المسؤولين، لكنّ النيران لا تنطفئ، وفي هذا المكان المُحروم من المساءلة الرسمية، أصبح بالنسبة للكثيرين، الدليل الوحيد على وجود شخص ما، في مكان ما، يُحصي ضحايا صناعة النفط".
وتابع انه " في محافظة البصرة، التي يقطنها ما يقرب من 3 ملايين نسمة، يتشارك الرخاء والخطر في خط الأنابيب نفسه، حيث يُوفّر قطاع النفط ما يقرب من 90 بالمائة من إيرادات الدولة، مُدعمًا الميزانيات والرواتب ووعود إعادة الإعمار، لكن بالنسبة لمن يعيشون في ظلّ هذه الصناعة، فإنّ تكاليف هذا الاعتماد تُحمل في رئاتهم ومجرى دمائهم".
وبين انه " عندما فتح العراق قطاعه النفطي أمام الاستثمار الأجنبي عام ٢٠٠٩، أطلق حقبةً من الاستخراج لم يشهدها تاريخه الحديث، حيث سارعت شركات عالمية كبرى إلى الاستحواذ على حصصها: بي بي في الرميلة، وإيني الإيطالية في الزبير، وإكسون موبيل في غرب القرنة، ولوك أويل الروسية في غرب القرنة ٢، وغيرها وارتفع الإنتاج من ٢ إلى ٤ ملايين برميل يوميًا، مما أكسب البصرة سمعتها كقلب نابض لاقتصاد الطاقة العراقي".
وأوضح انه " ومع ذلك، تزامن هذا النمو مع فجوات في البنية التحتية بحجم الثغرات القانونية، فبدون أنظمة لالتقاط فائض الغاز المُنتَج أثناء استخراج النفط، اعتمدت الشركات على الحرق: أي حرق الغاز في الهواء الطلق. أحرق العراق، وهو أحد الدول الموقعة على مبادرة البنك الدولي للحد من الحرق الروتيني للغاز، ما يقرب من ٢٤ مليار ياردة مكعبة من الغاز في عام ٢٠٢٣ وحده، ليحتل المرتبة الثالثة عالميًا، بعد روسيا وإيران فقط".
وأشار التقرير الى ان " واء البصرة يتحمل وطأة هذه الحرائق، وخلصت دراسة أجراها باحثون من جامعة البصرة، ونُشرت في عدد يلول 2024 من مجلة "بيئة آسيا"، إلى أن جميع الملوثات التي تم قياسها بالقرب من حقل الرميلة، باستثناء واحد، تجاوزت عتبات السلامة العراقية ومنظمة الصحة العالمية، بعضها بفارق كبير، وكان من المثير للقلق بشكل خاص مستويات الجسيمات الدقيقة، المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي، والوفاة المبكرة، والتي صنفتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان على أنها مسببة للسرطان، كما وجدت الدراسة أن هذه الملوثات لا تقتصر على مواقع النفط: فهي تنجرف حتى وسط البصرة، تحملها الرياح المتغيرة إلى الأحياء المكتظة بالسكان".
وشدد التقرير على انه" في عام ٢٠٢٢، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرًا سريًا من وزارة الصحة العراقية، عزت فيه ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان في البصرة بنسبة ٢٠ بالمائة بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٨ إلى تلوث الهواء، فيما أشارت وثيقة مسربة أخرى من مديرية صحة البصرة، كشفت عنها الهيئة البريطانية أيضًا، إلى أن العدد الحالي لحالات الإصابة بالسرطان أعلى بأكثر من ثلاثة أضعاف من الأرقام الرسمية. وبينما أفادت وزارة الصحة عن ٢٣٣٩ مريضًا جديدًا بالسرطان في المحافظة عام ٢٠٢٠، رسمت الوثيقة الداخلية صورة مختلفة تمامًا: ٨٥٨٧ حالة تم تشخيصها حديثًا، ووفقًا لأحدث الإحصاءات الرسمية، تم تشخيص السرطان لدى ٣٣٠٥ من سكان البصرة عام ٢٠٢٣. ولكن على أرض الواقع، قليلون هم من يصدقون الرواية الرسمية. انتهى/ 25 ض