
ازدواجية الأردن في مواجهة الصواريخ.. اعتراض إيران وفتح المجال للاحتلال
المعلومة / بغداد..
أثار الموقف الأردني الأخير، المتمثل بإسقاط صواريخ إيرانية كانت موجهة نحو أهداف داخل الكيان الصهيوني، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية العراقية والعربية خصوصاً في ظل تجاهل عمّان للغارات الإسرائيلية المنطلقة من أجوائها باتجاه الأراضي الإيرانية.
هذا التباين في التعاطي مع طرفي الصراع فتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات كبيرة حول انحياز الأردن العلني لصالح الكيان الصهيوني، وازدواجية المعايير في الحديث عن السيادة الوطنية.
القيادي في ائتلاف دولة القانون، حيدر اللامي، عبر عن غضبه من الموقف الأردني، واصفاً إياه بغير المفاجئ، حيث قال في تصريح لوكالة /المعلومة/: "موقف الأردن ليس مفاجئاً، فهم مطبعون حقيقيون مع الكيان الصهيوني، والحكومة الأردنية تعتاش على فتات الغرب وتظهر خضوعاً واضحاً للولايات المتحدة والدول الغربية".
كما استذكر اللامي ما وصفه بإهانة مباشرة تلقاها العاهل الأردني من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلاً: "حادثة سابقة كشفت مستوى الإذلال الذي تتعرض له القيادة الأردنية، ووثقتها وسائل الإعلام حينها، عندما أهان ترامب العاهل الأردني علناً، دون ردّ رسمي أو احتجاج".
وفي الأيام الأخيرة، رصدت تقارير ميدانية أن الدفاعات الجوية الأردنية اعترضت صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو أهداف في عمق الكيان الصهيوني بحجة حماية الأجواء والسيادة الأردنية، إلا أن اللافت هو أن الأردن لم يعترض أو يمنع الصواريخ الصهيونية التي عبرت أجواءه في طريقها لضرب أهداف داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما اعتُبر تناقضاً صارخاً في تطبيق مبدأ السيادة، ودليلاً على انحياز واضح إلى محور الاحتلال والتطبيع.
ما زاد من حدة الانتقادات هو أن الأردن يستفيد منذ سنوات من النفط والبتروكيماويات العراقية بأسعار تفضيلية وزهيدة، في إطار دعم اقتصادي مباشر من بغداد لعمّان، ومع ذلك، لم تبادر الحكومة الأردنية إلى اتخاذ موقف متوازن أو داعم لمصالح العراق الإقليمية.
وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة الاقتصاد النيابية، النائب ياسر الحسيني في تصريح سابق لـ/المعلومة/: "الموقف الأردني الأخير، المتمثل بالسماح للطائرات الإسرائيلية بعبور أجوائه لضرب إيران، يمثل انحيازاً صريحاً إلى محور العدوان، ومشاركة ضمنية في استهداف السيادة الإقليمية لدول المنطقة".
وأضاف الحسيني أن "هذا السلوك يعكس عدم احترام لمواقف العراق الداعمة للأردن اقتصادياً، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد".
ويرى مراقبون أن الموقف الأردني يأتي نتيجة ضغوط مباشرة من الحليف الأميركي، وارتباطات استراتيجية وأمنية مع الكيان الصهيوني تمتد لعقود، لكن هذا لا يعفي عمّان من المسؤولية التاريخية والأخلاقية، لا سيما في ظل تصاعد موجات التطبيع الإقليمي، وتراجع الدعم العربي للقضية الفلسطينية.
الموقف الأردني من القصف الصهيوني للجمهورية الإسلامية، ومنع الصواريخ الإيرانية من الرد، يعكس اختلالًا واضحًا في البوصلة السياسية ويؤكد ارتهان القرار الأردني لمحور التطبيع والهيمنة الغربية، رغم المكاسب الاقتصادية التي يجنيها من العراق.انتهى 25/س