تصعيد إيراني مرتقب.. وملف التعاون النووي يدخل مرحلة الغموض
3 تموز 19:54
المعلومة/تقرير.. تعيش المنطقة على وقع توتر متصاعد مع اشتداد المواجهة غير المعلنة بين إيران والكيان الصهيوني، والتي أخذت أبعاداً سياسية وعسكرية جديدة، خصوصاً بعد فشل العدوان الأخير على طهران في تحقيق أهدافه، واستعداد الجمهورية الإسلامية لجولة ردّ قادمة قد تكون مختلفة كلياً في الشكل والمضمون. وفي الوقت ذاته، تتجه إيران نحو خطوات تصعيدية أخرى، هذه المرة على المسار الدبلوماسي، من خلال تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ظل اتهامات للوكالة بتسريب معلومات حساسة ساعدت "إسرائيل" على استهداف منشآت نووية إيرانية. التطورات المتلاحقة هذه تنذر بتحولات كبرى قد تعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة، وتعيد الملف النووي الإيراني إلى الواجهة الدولية من زاوية المواجهة لا التفاوض.
* فشل إسرائيلي وأكد المحلل السياسي محمد علي الحكيم، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن "إسرائيل ستواجه ردًا مختلفًا وغير متوقع من إيران إذا فكرت بإعادة شن عدوان جديد"، مشيراً إلى أن "العدوان الأخير الذي شنته تل أبيب، والذي كان يستهدف زعزعة النظام الإيراني، فشل في تحقيق أي من أهدافه بعد أن استوعبت طهران الصدمة، وعينت البدلاء عن القيادات العسكرية التي استشهدت، لتنفذ بعدها ضربة نوعية أربكت حسابات الاحتلال".
وأوضح الحكيم أن "طهران كانت قد تلقت رسائل استخباراتية عبر وسطاء بشأن نية واشنطن قصف موقع فوردو النووي، لتقوم على الفور بإفراغ المنشأة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% ونقل المواد الحساسة إلى موقع سري". ولفت إلى أن "إيران باتت تفكر جدياً بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، خصوصاً بعد تصويت البرلمان على ذلك، وهو ما قد يمثل نقطة تحوّل كبرى في مسار الصراع مع الغرب".
وأشار الحكيم إلى أن "نتنياهو لم يحقق أياً من أهدافه في الحرب الأخيرة، وأن هناك توقعات إسرائيلية وأمريكية بجولة جديدة من التصعيد، إلا أن الرد الإيراني القادم قد يشمل أسلحة وصواريخ غير تقليدية، ولن يكون كما كان سابقاً".
* تعاون مجمّد في السياق ذاته، كشف الباحث في الشأن الإيراني، هادي أفقهي، في تصريح لـ /المعلومة/، أن "تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية جاء نتيجة لما اعتبرته طهران تواطؤاً مباشراً من الوكالة مع الكيان الصهيوني، من خلال تسريب معلومات استخبارية ساعدت على استهداف منشآت نووية حساسة داخل إيران".
وبيّن أفقهي أن "الوكالة تحوّلت إلى جهة سياسية أكثر من كونها فنية، حيث أصبحت تنقل معلومات مغلوطة مصدرها الموساد الإسرائيلي وأجهزة استخبارات غربية، وتستخدم تلك البيانات لتبرير ضغوط متزايدة على إيران".
ونفى أفقهي وجود أي مفاوضات حالية بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي، موضحاً أن "كل ما يُنشر في وسائل الإعلام الغربية لا يعدو كونه حرباً نفسية"، مشدداً على أن "طهران لن تدخل أي حوار ما دامت واشنطن تواصل سياسة الابتزاز وفرض الشروط المسبقة التي تتعارض مع بنود الاتفاق النووي الموقع عام 2015".
بين التصعيد العسكري واحتمالات المواجهة، وتعليق التعاون النووي مع المنظمات الدولية، يبدو أن إيران ترسم خطوطاً حمراء جديدة في علاقتها مع الغرب والكيان الصهيوني. فبينما يترقب العالم تطورات الجولة القادمة من الصراع، تسعى طهران لإعادة ترتيب أوراقها على الصعيدين الأمني والدبلوماسي، في مشهد يوحي بأن المواجهة المقبلة لن تكون كسابقاتها، لا في أدواتها ولا في حسابات نتائجها.انتهى25ز
