
دعم أمريكي لتقليص الحماية بمخيم الهول وإعادة تهديد داعش للعراق
المعلومة/ تقرير..
تشهد الساحة العراقية تطورات أمنية مقلقة مع تصاعد الهجمات المسلحة التي استهدفت مؤخراً مدينتي كركوك وبيجي، وسط تحركات مريبة تتعلق بتقليص الحماية الأمنية في مخيم الهول السوري، أحد أخطر بؤر التطرف في المنطقة، وبينما يُنظر إلى هذه الهجمات كتحذيرات أمنية، فإن سياقها الإقليمي والدولي يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول نوايا بعض القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في إعادة إنتاج الفوضى الأمنية عبر أدوات قديمة جديدة أبرزها تنظيم داعش.
وبهذا السياق أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون، مختار الموسوي،أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرقل باستمرار القضاء النهائي على تنظيم “داعش” في العراق والمنطقة، لافتاً إلى وجود ثلاثة أسباب تؤكد تورطها المباشر في دعم التنظيمات المتطرفة.
وقال الموسوي في حديث لـ/المعلومة/، إن “واشنطن ترى في التنظيمات المتطرفة حيزاً مهماً لتنفيذ أجنداتها في منطقة الشرق الأوسط من خلال استغلالها في إثارة الفوضى والإرباك”، مشيراً إلى أن “العودة إلى تاريخ نشوء القاعدة ومن بعدها التنظيمات المتطرفة وصولاً إلى داعش، يؤكد أن جميعها كانت بصمة أمريكية خالصة، وهذا يدلل على أن ما نقوله ليس من فراغ".
وأضاف، أن “الأجندة الأمريكية احتضنت ومولت ودعمت التنظيمات المتطرفة منذ سنوات طويلة”، مبيناً أن “واشنطن عطلت كثيراً من المحاولات الإقليمية والمحلية لوضع نهاية لتنظيم داعش، من بينها قضية إنشاء مخيم الهول واحتضان آلاف العوائل الداعشية متعددة الجنسيات، ومن ثم منع إنهاء هذا الملف".
وأوضح الموسوي أن “استمرار وجود مخيم الهول يمثل ورقة ضغط تستخدمها واشنطن ضد أمن واستقرار العواصم العربية والإسلامية”، مشدداً على أن “داعش هو ورقة بيد دوائر القرار في البيت الأبيض".
وأشار إلى أن “العراق نجح في معركته ضد داعش بفضل أنهار من الدماء التي سالت من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وباقي التشكيلات الأمنية، إلا أن خطر التنظيم ما زال قائماً بسبب وجود خلايا نائمة".
ودعا الموسوي إلى “تعزيز الجبهة الداخلية، وإسناد القطعات العسكرية بمزيد من الأجهزة المتطورة، وتفعيل الجهد الاستخباري، لأنه السبيل الوحيد لإنهاء هذا التنظيم بشكل نهائي".
وفي غضون ذلك أكد القيادي في تحالف الفتح، عدي عبد الهادي، أن تنظيم داعش الإرهابي يقف وراء الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار كركوك الدولي في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس.
وقال عبد الهادي في حديث لـ/المعلومة/، إن "تنظيم داعش فقد خلال النصف الأول من عام 2025 أكثر من 19 من قياداته البارزة في قواطع كركوك وصلاح الدين، نتيجة جهد استخباري دقيق من مختلف التشكيلات الأمنية، إضافة إلى ضربات جوية نوعية"، مؤكداً أن "الهجوم الأخير يحمل بصمات خلية نائمة مرتبطة بالتنظيم وتحاول خلط الأوراق".
وأضاف، أن "العملية لم تحقق أي نتائج تُذكر، ولم تُعطّل نشاط المطار أو تثير الذعر بين المواطنين، ما يؤكد فشلها"، مشدداً على أن "الأجهزة الأمنية قادرة على الوصول إلى الخيوط التي ستقود إلى اعتقال أفراد الخلية المنفذة".
وأشار عبد الهادي إلى أن "تنظيم داعش يعيش لحظاته الأخيرة في تلك القواطع، ومحاولاته اليائسة لن تنجح في زعزعة الاستقرار الأمني".
في ظل هذا المشهد المعقد، لا يمكن تجاهل المؤشرات التي توحي بوجود هندسة خفية لخلط الأوراق في العراق، من خلال إحياء خلايا داعش النائمة، وتغذية الاضطرابات في مناطق ذات حساسية سيادية وأمنية، ومع غياب موقف حكومي واضح تجاه خفض التأمين في مخيم الهول، ومع توالي الهجمات على المدن، يبدو أن العراق مقبل على مرحلة تتطلب جهوزية أمنية عالية وإرادة سياسية صلبة، لمواجهة موجة جديدة من الإرهاب قد تكون أخطر من سابقاتها. انتهى 25 ش