
تموز قائض على أربيل.. شرار السلاح يسبق لهيب الشمس
المعلومة / تقرير…
في ذروة تموز، حيث تشتد حرارة الشمس تشهد أربيل غليانًا سياسيًا وأمنيًا يُهدد استقرار المحافظة. فتموز هذا العام لا يحمل فقط لهيب الصيف، بل تصاعدًا خطيرًا في شرار السلاح المنفلت، الذي بات يسبق لهيب الشمس في خطورته على الحياة المواطن الكردي البسيط.
في مشهد غير مألوف، تصاعد التوتر مؤخرًا بين عشيرة الهركي وحكومة إقليم كردستان، نتيجة ما وُصف بسياسات “الإقصاء والتهميش” التي يتبعها بعض المسؤولين تجاه مكونٍ عشائريٍ له جذوره وتأثيره. هذا التوتر لم يبقَ حبيس الجدران السياسية، بل سرعان ما تمدد إلى الشارع، حيث انتشرت الأسلحة وتكررت مظاهر الاستعراض المسلح.
ورغم تعهدات السلطات بالسيطرة على الموقف، فإن المشهد الحالي يوحي بانفلات مقلق. فالسلاح الذي يفترض أن يكون بيد الدولة، بات حاضرًا في أي نزاع عشائري، مما ينذر بصيفٍ قد لا تنطفئ حرارته مع نهاية تموز
وبالحديث عن هذا الملف أكد المعارض الكردي أوميد محمد، ان انتشار الأسلحة في إقليم كردستان واسع النطاق، لافتًا إلى أن غالبية الأحزاب السياسية في الإقليم تمتلك ترسانات عسكرية وقوات أمنية خاصة.
ويقول محمد في تصريح لوكالة / المعلومة /، ان "الأسلحة ليست بيد حكومة الاقليم فقط، بل إن معظم الأحزاب في إقليم كردستان تمتلك ترسانة من السلاح وقوات أمنية خاصة بها"، مضيفًا أن هذه القوات تعمل خارج إطار القانون".
ويشير إلى أن "الأسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة منتشرة في أربيل، ويمكن استخدام هذه القوة من قبل بعض الأحزاب لأغراض تتجاوز الدفاع الذاتي، بل قد تُستخدم ضد خصومهم السياسيين".
وينتقد محمد بشدة أداء السلطة الحاكمة، مؤكدًا أنها "مارست سياسة خاطئة وفاشلة في إدارة الإقليم"، محذرًا من تداعيات استمرار هذا النهج على أمن واستقرار كردستان".
الى ذلك أكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي، أن عشيرة الهركي رفضت تسليم خورشيد الهركي إلى السلطات بسبب غياب الثقة بالقضاء في إقليم كردستان وانحيازه، مشيرًا إلى أن من حق الحكومة الاتحادية التدخل لمعالجة الأزمات داخل الإقليم.
ويقول السورجي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "عشيرة الهركي رفضت تسليم خورشيد الهركي لنفسه نتيجة انعدام الثقة بالسلطة القضائية في كردستان، معتبرة أن القضاء غير محايد ومنحاز لطرف معين، وهو ما زاد من تعقيد الأزمة".
ويضيف، أن "قبيلة الهركية كبيرة وممتدة في أربيل ودهوك ولها وجود في تركيا وإيران، وهي ترى أن حكومة الإقليم لا تتعامل معها بحيادية لا قانونيًا ولا قضائياً".
وأشار السورجي إلى أن "الوضع في الإقليم معقد بوجود إدارتين فعليًا، الأمر الذي انعكس سلبًا على معالجة مثل هذه الملفات".
ويلفت إلى أن "عشيرة الهركي اتهمت بشكل واضح الحزب الديمقراطي الكردستاني بالانحياز، ما زاد حالة التوتر".
ويبين أن "المجتمع في كردستان بطبيعته عشائري وقبائلي، وهذه حقيقة متفق عليها لدى الجميع، ولذلك فإن الأزمات تأخذ أبعادًا اجتماعية خطيرة إذا لم تُدار بحكمة".
يُذكر أن اشتباكات عنيفة شهدتها أربيل بين قوات تابعة لمسعود البارزاني وعشائر كردية معارضة لحكومته، أسفرت عن مقتل وإصابة 17 شخصاً، من بينهم عدد من عناصر قوات البارزاني. انتهى 25د