الفضيحة الكبرى.."سفراء العوائل".. كيف أصبحت دبلوماسية العراق مسرحًا لتوزيع النفوذ؟
4 آب 16:44
المعلومة / خاص.. في سابقة مثيرة للجدل، أقر مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، قائمة بأسماء السفراء التي تم إرسالها إلى البرلمان للتصويت عليها، وذلك في توقيت حساس يتزامن مع انشغال العراقيين بأداء مناسك الزيارة الأربعينية، ورغم أنه من المفترض في هذه المناصب أن تُمثل العراق بشكل لائق في الساحة الدولية، إلا أن هذه القائمة أثارت العديد من التساؤلات والاعتراضات، حيث تم ترشيح شخصيات سياسية وأسرية تشوبها علامات استفهام بشأن قدرتها وكفائتها لتولي هذا الدور الحيوي. قائمة السفراء.. خلط بين السياسة والعلاقات الأسرية القائمة ضمت أسماء لأشخاص ذوي صلة وثيقة بالسلطة، حيث أن أغلبهم ينتمون إلى عائلات سياسية متنفذة أو قريبة من دائرة رئيس الوزراء أو شخصيات أخرى في الحكومة، وبعض الأسماء التي تم اقتراحها لا تُظهر أي مؤهلات حقيقية لشغل هذه المناصب الرفيعة، ويبدو أن التعيينات تأتي من باب المحسوبية والتقرب العائلي، وليس بناءً على الكفاءة أو الخبرة الدبلوماسية. أسماء مثيرة للجدل
ذكرت وزارة الخارجية، اليوم الاثنين، في بيان تدافع فيه عن سياساتها وادارتها في اختيار السفراء ان "القائمة المختارة تضم (23%) من ذوي الشهداء والسجناء والمفصولين السياسيين، و(64%) من الموظفين الحكوميين، و(19%) من العاملين في المجال السياسي أو منظمات المجتمع المدني أو مراكز الفكر، و(17%) من الأكاديميين في الجامعات العراقية، حيث يحمل (62%) من المرشحين شهادات جامعية عليا، و(38%) من حملة شهادة البكالوريوس". وأشارت الى ان" القائمة تضمنت (50%) من دبلوماسيي الوزارة (بدرجة وزير مفوض أو مستشار)، إضافة إلى مجموعة من الكفاءات الوطنية والأكاديمية والاجتماعية، بخلاف قائمة العام 2009، التي ضمّت (55) سفيرًا من خارج الوزارة بنسبة تفوق (90%) مقابل (05) سفراء فقط من داخل الوزارة". الأسئلة التي تطرح نفسها
كيف يمكن لشخصيات تربطهم مصالح سياسية وأسرية قوية أن يمثلوا العراق في المحافل الدولية؟ هل أن تكرار هذه الأساليب في التعيينات يؤكد أن العراق ما زال يعيش في دائرة المحاصصة الطائفية والعرقية، وأن المصالح الشخصية تتغلب على المصلحة العامة؟ إن هذه الترشيحات، رغم كونها خطوة قد تكون لها مبررات سياسية في العادة، إلا أنها تُعد بمثابة إساءة لسمعة العراق في الوقت الذي يحتاج فيه إلى استعادة مكانته بين الأمم، حيث ان العراق لا يحتاج إلى دبلوماسيين يرمزون إلى محاصصة الطوائف والعائلات، بل إلى ممثلين يملكون كفاءات وسمعة دولية تُحسن صورة البلد في الخارج.
الاختيارات غير الكفوءة..هل من مكان للشرفاء؟ تستمر التساؤلات حول غياب الشرفاء والكفاءات المستقلة في قائمة السفراء، في حين أن هناك الكثير من الشخصيات العراقية المرموقة التي قد تكون قادرة على تقديم إضافة حقيقية في هذا المجال، إلا أن الأسماء التي تم انتخابها تشير إلى استمرار النفوذ العائلي في اتخاذ القرارات المصيرية. فهل من الممكن أن تُغير الحكومة العراقية هذا المسار؟ وهل ستكون هناك محاولة حقيقية لاستبعاد العوامل السياسية والعائلية في التعيينات المستقبلية؟ أم أن ما يحدث هو مجرد استمرار في استغلال الدولة لخدمة المصالح الخاصة، والترويج للأسماء التي قد تكون غير مؤهلة حتى لو كانت تحظى بدعم سياسي؟ وختاما يبقى العراق في حاجة ماسة إلى رؤية جديدة وإصلاح حقيقي بعيداً عن المحاصصة السياسية والعائلية، ليتمكن من استعادة ثقة شعبه والعالم، ويُمثل على الساحة الدولية بشكل يليق بتاريخ وثقافة هذا البلد العريق. انتهى / 25
