صحيفة بريطانية: الأبراج السكنية خنقت بغداد وتسببت بعزلة داخل المجتمع
المعلومة/ ترجمة..
اكد تقرير لصحيفة ذي ناشيونال البريطانية ، السبت، انه وعلى الرغم من الأبراج الشاهقة للمجمعات السكنية في بغداد تشير وتُشاد بها كرموز للحياة الطبيعية، والانتعاش الاقتصادي، وحلٍّ مُلِحّ لأزمة السكن، لكن تحت السطح، تكمن معركة حول التقاليد، والمساواة، ومعنى الانتماء إلى بغداد.
ونقل التقرير الذي ترجمته وكالة /المعلومة/، عن مصممة المدن من شركة الاستشارات المعمارية دبليو ام ان اتيلر نور مكية قولها إن " بغداد تشهد كثافة حضرية سريعة دون تخطيط أو تنظيم كافٍ"، مضيفة ان "هذه مشكلة شائعة في المدن النامية أو التي خرجت من الصراعات، حيث غالبًا ما تدفع الضغوط الاقتصادية إلى تطوير غير منظم دون مراعاة لتقسيم المناطق أو قوانين البناء".
وأوضحت ان " الأموال والاستثمارات المضاربة تعطى الأولوية للتنمية على العنصر البشري. ونتيجة لذلك، "تُحرك مفاهيم مجردة مثل النمو والربح، بدلًا من الأهمية الثقافية أو رفاهية سكان المدينة".
وتابع انه " وعلى الرغم من أن هذه المشاريع ساهمت إلى حد ما في معالجة أزمة السكن، إلا أنها أضافت آلاف السكان إلى مناطق مكتظة أصلًا بدلا من بنائها في مناطق تقع في اطرف بغداد ، مما زاد من ضغط المرافق والخدمات العامة، وحتى حركة المرور، إلى ما يفوق طاقتها".
وبين التقرير ان " بعض المجمعات مكتظة مع مساحة ضيقة جدًا بين الأبراج، أو مساحات خضراء غير كافية، كما يشكو سكان بعض المجمعات السكنية من رداءة جودة البناء رغم ارتفاع أسعارها، بينما اختفت المساحات الخضراء التي رأوها في المخططات".
وأشار المهندس الانشائي حازم محمد أن "هذه الأبراج "غريبة" عن بغداد، حيث كان التخطيط العمراني أفقيًا في السابق، والمعروفة بالترابط الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية الوثيقة بين السكان، الان المجمعات السكنية الشاهقة مغلقة ببوابات فولاذية ، وأصبح الكثير منها أكثر خصوصية، مع صالات رياضية ومقاهي ومواقف سيارات مصممة للعزلة أكثر من كونها مكانًا للتفاعل".
وشدد على ان "هذا يؤدي إلى تفكيك النسيج العمراني الأصلي لبغداد، مبينا أنه "ليس من الضروري أن تحتوي المدينة على أبراج لتُعتبر متطورة، فالعديد من المدن توسعت وحُدِّثت مع الحفاظ على نسيجها العمراني الأصلي، فيما يقول العديد من البغداديين إنهم يعيشون الآن في مدينة مختلفة، وأن المدينة التي عاشوا فيها قد ولّت منذ زمن بعيد، إلا من ذاكرتهم.انتهى/ 25 ض