الترويج الإعلامي لحكومة السوداني.. دعاية سياسية تغطي العجز الخدمي
16 أيلول 20:14
المعلومة/تقرير.. منذ تسلم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مهامه، تحاول حكومته الظهور بمظهر “الحكومة المنجزة” عبر حملات إعلامية واسعة في الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي. إلا أن هذا الترويج لا يعدو كونه دعاية سياسية تستعرض مشاريع خدمية متواضعة، في وقت يعيش فيه المواطن العراقي أزمات أعمق تتعلق بالكهرباء والماء والبطالة والفساد المستشري. مشاريع روتينية تسوق كإنجازات إعلام حكومة السوداني حرص على تقديم مشاريع اعتيادية مثل افتتاح مجسرات، تبليط شوارع، أو تأهيل مدارس على أنها إنجازات استراتيجية. بينما يؤكد مراقبون أن هذه المشاريع لا تمثل سوى واجبات روتينية لوزارات خدمية، وليست إنجازات تستحق التفاخر الإعلامي، خاصة وأنها لا تمس جوهر معاناة العراقيين اليومية. فجوة بين الواقع والخطاب في الوقت الذي تنفق فيه الحكومة جهوداً كبيرة على الترويج الإعلامي، لا تزال الأزمات الكبرى تراوح مكانها حيث أزمة الكهرباء مستمرة منذ عقدين دون حل جذري، فضلا عن أزمة السكن تتفاقم مع زيادة الطلب وتراجع المشاريع الفعلية، ناهيك عن الفساد الإداري والمالي والبطالة والفقر في ارتفاع رغم وعود التنمية. هذا التناقض جعل الكثير من المواطنين يرون في خطاب الحكومة مجرد “تلميع إعلامي” لا يعكس حقيقة الواقع.
استثمار سياسي مبكر بحسب محللين، فإن السوداني يسعى من خلال هذا الترويج المكثف إلى تعزيز رصيده الشعبي تمهيداً لأي استحقاق انتخابي مقبل، بدلاً من التركيز على حلول جذرية للأزمات. ويشير هؤلاء إلى أن الحكومة تستخدم المال العام والإعلام الرسمي كأداة دعائية، في حين أن ثقة الشارع تتآكل يوماً بعد آخر بسبب الفجوة بين الوعود والواقع. انتقادات سياسية في ذات السياق، انتقد عضو ائتلاف دولة القانون، حيدر اللامي، طريقة الحكومة في استعراض منجزاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، معتبراً أن هذا الأسلوب “خجول ولا يرقى إلى مستوى تطلعات العراقيين”. وقال اللامي في تصريح لوكالة/المعلومة/، إن “الحكومة تتعامل مع منجزات مثل إنشاء المجسرات وغيرها على أنها إنجازات استراتيجية، في حين أن هذه المشاريع تقع ضمن المهام الطبيعية لوزارة الإعمار والإسكان، وليست من مسؤوليات رئيس الوزراء المباشرة”. وأضاف أن “التفاخر بهذه المنجزات البسيطة عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يثير مشاعر العراقيين، لأنها لا تمثل شيئاً أمام حجم تطلعاتهم وآمالهم بحكومة تلبي احتياجات المواطن في مختلف المجالات الخدمية والمعيشية”. وختم اللامي بالقول إن "الحكومة مطالبة بتوجيه اهتمامها نحو المشاريع الكبرى التي تمس حياة الناس مباشرة، بدلاً من التركيز على منجزات تعتبر أساسية وبديهية في عمل الوزارات الخدمية”. يشار إلى أن الترويج الإعلامي لحكومة السوداني لا يمثل إلا محاولة لتغطية العجز عن تحقيق إنجازات حقيقية تمس حياة المواطن، ومهما حاولت الحكومة تسويق مشاريع ثانوية عبر الصور والفيديوهات، يبقى العراقيون بانتظار إصلاح حقيقي ومواجهة جدية للفساد والأزمات الخدمية التي أثقلت كاهلهم لعقود.انتهى/25ق