ميدل ايست: انحسار السيطرة الأمريكية على منطقة المحيط الهادىء يدعم الشعب الفلسطيني

المعلومة/ ترجمة ..
اكد تقرير لصحيفة ميدل ايست مونيتور البريطانية ، الثلاثاء، ان تحليلا دقيقا لتصويت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة كشف عن تناقض ملحوظ، فقد برزت مجموعة الدول الجزرية الصغيرة والمعزولة جغرافيا في منطقة المحيط الهادئ، والتي تبعد آلاف الأميال عن الشرق الأوسط، كأحد أكثر الدول الموالية لإسرائيل، ويصبح هذا الموقف أكثر غرابة عندما نأخذ في الاعتبار أن هذه الدول كانت قد خاضت نضالاً طويلًا من أجل الحرية والاستقلال، ومع ذلك، ما زالت تتبنى موقفاً مؤيداً لإسرائيل التي قمعت الشعب الفلسطيني لعقود.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة/  ان " سبب هذا التحالف الغريب يعود إلى الولايات المتحدة التي لطالما اعتبرت منطقة المحيط الهادئ حديقتها الخلفية، ومع ذلك، فإن انحسار نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة مؤخراً قد يكون فرصة مواتية لفلسطين".
وأضاف ان " هذه الدول التي هي عبارة عن جزر صغيرة تمثل 0.03 بالمائة فقط من سكان العالم، لكن لها نفوذ كبير في السياسة الدولية، نظراً لنظام "الدولة الواحدة،التي تملك صوتا واحدا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد استخدمت هذه الدول نفوذها المفرط على المنصات الدولية لصالح إسرائيل". 
وأوضح التقرير ان " هذا الوضع ليس مصادفة، بل هو نتيجة ديناميكيات ما بعد الحرب العالمية الثانية التي فرضتها الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادئ. فخلال عقود، مارست الولايات المتحدة نفوذها على هذه الدول من خلال المساعدات الاقتصادية، والضمانات الأمنية، واتفاقيات الشراكة الحرة، ويظهر مدى فعالية هذا النهج من خلال حقيقة أن جزر مارشال وميكرونيزيا هما من أكثر الدول التي تتوافق تصويتها مع الولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد أدى هذا إلى ضمان دعم الولايات المتحدة لجميع إجراءاتها، بما في ذلك حماية إسرائيل من عواقب جرائمها في غزة والضفة الغربية".
وبين انه " مع ذلك، كشف التصويت الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية عن انحراف ملحوظ عن الممارسة المعتادة، فقد اختارت جزر مارشال، التي تتوافق مع موقف الولايات المتحدة في التصويت بنسبة 75بالمائة دعم فكرة إقامة دولة فلسطينية، وقد تبنت جزر سليمان هذا الموقف أيضاً، بينما امتنعت فيجي وساموا عن التصويت بدلاً من تبني موقف الولايات المتحدة، حيث يشير هذا الانحراف الكبير عن المألوف إلى أنه لا ينبغي النظر إلى دول جزر المحيط الهادئ ككتلة موحدة والأهم من ذلك، أنه يدل على تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة".
وأشار التقرير الى ان " تخفيض إدارة ترامب للمساعدات الخارجية التي تعتمد عليها سبع دول من هذه الجزر قد يكون أيضا من أسباب تراجعها عن دعم الموقف الأمريكي وعلاوة على ذلك، ظهر لاعبون جدد لملء الفراغ الذي تركه غياب الولايات المتحدة  فقد عززت الصين نفوذها في المنطقة، حيث قدمت 256 مليون دولار في عام 2022، لتصبح ثاني أكبر دولة مانحة لدول جزر المحيط الهادئ بعد أستراليا. 
وشدد التقرير على ان " هذا يمنح هذا دول جزر المحيط الهادئ خيارات أوسع للتنقل في المشهد الجيوسياسي المعاصر. فهي لم تعد تعتمد بشكل كامل على الولايات المتحدة، ويمكنها اتباع سياسة التوازن الاستراتيجي لتحقيق أقصى استفادة لنفسها مما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني". انتهى/ 25 ض