هجرة الريف والبطالة تتصاعدان بسبب الحصار المائي التركي
2 تشرين الثاني 11:42
المعلومة / تقرير… نجحت تركيا في قطع شريان الحياة في العراق عبر تجفيف نهري دجلة والفرات، مستغلة ضعف حكومة السوداني وانشغالها بالانتخابات، وعدم الالتفات إلى أهم ملف يهدد حياة العراقيين. هذا الجفاف وتراجع مناسيب العديد من الأنهار الفرعية المرتبطة بدجلة والفرات، تسبب بهجرة واسعة من الريف إلى المدينة، في وقت تحذر فيه العديد من الأوساط السياسية من تداعيات أزمة اقتصادية خانقة، وارتفاع معدلات البطالة بعد تراجع الزراعة إلى مستويات قياسية، واعتماد البلاد على استيراد المحاصيل من الخارج.
وقال النائب عارف الحمامي لـ/المعلومة/، إن "أزمة الجفاف ليست حدثاً مؤقتاً، بل تمثل سيناريو لواقع كارثي قد تكون ارتداداته أخطر بأضعاف مما يجري حالياً، وستشكل ضغطاً هائلاً على العراقيين، لا سيما في محافظات الجنوب والفرات الأوسط، حيث سترفع تداعيات الجفاف بشكل مباشر معدلات البطالة والفقر إلى مستويات غير مسبوقة، خصوصاً وأن القطاع الزراعي هو الأكثر تضرراً حتى الآن، إضافة إلى المهن المرتبطة بصيد الأسماك وتربية الحيوانات، فضلاً عن التأثيرات الاجتماعية الناتجة عن نزوح سكان القرى والأرياف".
من جانبه، أكد النائب السابق فاضل الفتلاوي لـ/المعلومة/، أن "ملف الزراعة تضرر بشكل كبير جراء نقص المياه والسياسات التركية المتبعة تجاه العراق، والتي تهدف إلى تجفيف الأنهار من خلال تقليل الإطلاقات المائية"، مشيرا إلى أن"المزارعون يعانون كثيراً، خاصة في ظل تدهور الزراعة وعدم إقرار تعويضات سنة 2021 حتى يومنا هذا، الأمر الذي ألقى بظلاله على الوضع المعيشي لهذه الشريحة".
وبيّن الفتلاوي أن "معاناة المزارعين وجفاف الأنهار بفعل السياسات التركية، وتأخير إطلاق تعويضات الفلاحين من الحكومة، دفعت بالكثير منهم إلى الهجرة من الريف إلى المدينة بحثاً عن لقمة العيش، وهو ما أحدث تغييراً ديموغرافياً في العديد من المناطق".
وعلى صعيد متصل، أوضح النائب زهير الفتلاوي لـ/المعلومة/، أن "العراق يمتلك العديد من أوراق الضغط على أنقرة، من بينها ملف التبادل التجاري بين البلدين، إذ يستورد منها ملايين المنتجات والمواد التي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، ما يعني أن الاقتصاد التركي يعتمد بشكل كبير على تجارته الخارجية، وخاصة مع العراق".
وأشار إلى أن "هذه العلاقة الاقتصادية تُعد إحدى نقاط القوة التي يمكن للعراق استثمارها للضغط على تركيا في ملفات المياه والسيادة الوطنية".انتهى / 25ن
