ضوء اخضر امريكي وتنفيذ اسرائيلي.. استهداف لبنان ينذر بمواجهة أوسع

المعلومة/ تقرير..
في مشهد يعكس تصاعد التوتر الإقليمي وتبدل الحسابات العسكرية، جاءت الضربة الإسرائيلية الأخيرة للضاحية الجنوبية في بيروت لتفتح باباً واسعاً من الأسئلة حول طبيعة المرحلة المقبلة، وسط صمت عربي لافت وغطاء أميركي واضح يتحرك في خلفية المشهد. المنطقة التي طالما اعتُبرت خطاً أحمر، تحولت خلال ساعات إلى ساحة نيران، في إشارة اعتبرها المراقبون أقرب إلى اختبار لميزان الردع، وأكثر شبهاً بعملية “جس نبض” سياسي وأمني يسبق تحولات أكبر قد تفرضها الأسابيع المقبلة.
وفي خضم هذا التصعيد، تتباين التقييمات ، إلا أن القاسم المشترك بينهم يتمثل في التأكيد بأن ما جرى لا يمكن فصله عن متغيرات الإقليم، ولا عن مساعي تل أبيب لفرض معادلات جديدة وسط انشغال دولي وتشتت عربي.

الخبير اللبناني في الشؤون الدولية وسام إسماعيل، أكد لـ/المعلومة/، أن “الانتهاك الإسرائيلي للضاحية الجنوبية لم يكن مجرد استهداف عابر، بل حدث وسط تقبّل عربي ودولي، وغطاء أميركي صريح”، مشيراً إلى أن هذا القبول يُعدّ تحوّلاً خطيراً في التعاطي مع الوضع اللبناني.

ويضيف إسماعيل أن “الضربة تحمل دلالات واضحة بأن إسرائيل تشعر بقلق من عودة المقاومة اللبنانية إلى كامل جاهزيتها، وأنها لم تتمكن من الحصول على معلومات كافية حول قدراتها المتجددة، ما دفعها إلى اتباع سياسة الاستهداف المباشر”.

ويشير إلى أن “تل أبيب تسعى لجر المقاومة إلى مواجهة جديدة، إما لإظهار عجزها عن الرد، أو لدفعها إلى رد قد يُستثمر لإشعال حرب واسعة، خصوصاً في ظل ظروف إقليمية ودولية لا تصبّ بالضرورة في صالح لبنان”.

كما انتقد إسماعيل الموقف الرسمي اللبناني، معتبراً أن “رد الدولة لم يرتقِ إلى مستوى الحدث، وأن تعاطي الرئاسة لم يحمل الجدية المطلوبة في ملف بحجم قصف العاصمة، ولا سيما عدم اتخاذ أي قرار يتعلق بملف نزع السلاح جنوب الليطاني”.

• 

من جانبه، قال الخبير الدولي فراس فرحات لـ/المعلومة/، إن “التطورات الأخيرة تؤكد أن إسرائيل تُمسك اليوم بكل مفاصل المشهد اللبناني، من الجو إلى الحدود، وسط غياب أي رادع دولي حقيقي، واستمرار الإدارة الأميركية بتوفير غطاء سياسي يسمح لها بتصعيد عملياتها”.

ويشدد فرحات على أن “ما يجري ليس مجرد خرق محدود، بل انتهاك شامل لكل ما تمثله الدولة اللبنانية، في ظل اكتفاء القوى الدولية ببيانات إدانة لا قيمة لها أمام كيان اعتاد تجاوز القوانين الدولية”.

وبحسب فرحات، فإن “تهديد إسرائيل بحرب شاملة في حال رد حزب الله يعكس رغبتها بفرض معادلة ردع جديدة، فيما لا خيار أمام اللبنانيين سوى المقاومة التي بقيت القوة الوحيدة القادرة على مواجهة الخروقات”.

وبين مشهد سياسي مترنح وواقع أمني يتجه نحو مزيد من التعقيد، يبقى القصف على الضاحية الجنوبية مؤشراً على مرحلة أشد حساسية، قد يتحدد مسارها وفق قدرة الأطراف على ضبط الإيقاع أو الانزلاق نحو مواجهة لا يريدها أحد لكنها تقترب مع كل خرق جديد. وفي ظل القبول الدولي والغطاء الأميركي للتصعيد، تتجه الأنظار إلى كيفية رد المقاومة، وإلى ما إذا كان لبنان سيظل ساحة اختبار مفتوحة أم أنه مقبل على معادلة جديدة تُفرض بالنار والرسائل العسكرية الثقيلة. انتهى25د