مستقبل سوريا بين الاحتلال والتغيير الديموغرافي..هل يبقى النسيج الوطني؟

المعلومة/ تقرير ..
تشهد سوريا تصاعداً خطيراً في موجة العنف والاعتداءات التي ترتكبها ميليشيات تابعة لجماعة الجولاني في مناطق متعددة شمال البلاد، في ظل غياب شبه كامل لأي تحرك دولي أو إقليمي جاد لوقف تلك الانتهاكات، مما يهدد البلاد بالانزلاق إلى حرب أهلية شاملة تهدد النسيج المجتمعي السوري برمته.
وبشأن الموضوع، أكد السياسي السوري غياث عزام في تصريح لوكالة /المعلومة/ أن الاعتداءات التي تمارسها ميليشيات الجولاني لا تقتصر على أعمال قتل وتنكيل بحق أبناء الطائفة العلوية فقط، بل تشمل استهداف مكونات أخرى في القرى والبلدات السورية، مشيرا إلى أن هذه الجرائم باتت ممنهجة بهدف إفراغ تلك المناطق من سكانها الأصليين.
وأضاف عزام أن "الصمت الدولي وعدم وجود موقف واضح من المجتمع الدولي والعربي يدفعان البلاد نحو صراع داخلي واسع، خاصة مع استمرار تغطية بعض الجهات الأمنية التابعة للنظام على هذه الفصائل الإرهابية".
وتابع: "لا يمكن الدخول في حوار مع هذه الفصائل التي تحمل مشروعاً تطهيرياً خطيراً، يهدد وجود السوريين من الطوائف المختلفة، ويجب على المجتمع الدولي التدخل فورًا لوقف هذا النزيف".

خطورة الأوضاع في حمص والتغيير الديموغرافي المتسارع

من جهته، حذر الباحث في المركز الكردي للدراسات طارق حمو من خطورة الأوضاع في سوريا، مشيرا إلى وقوع مجازر مؤلمة في مدينة حمص خلال الأيام الأخيرة، واصفا الانتهاكات التي تستهدف العلويين والدروز بأنها كارثة وطنية.
وأشار حمو إلى أن التغيير الديموغرافي يتم بوتيرة كبيرة، مع تزايد المطالب بالانفصال والاستنجاد بالقوى الخارجية، مما يعكس حالة تفكك متسارعة للنسيج الوطني السوري.
كما نوه إلى أن اللجنة التي عينها نظام الشرع للتحقيق في أحداث السويداء والدروز والساحل السوري لم تخرج بأي نتائج ملموسة، مما يزيد من حالة عدم الثقة والتوتر.
ودعا حمو نظام الشرع إلى محاسبة الجناة ووقف شلال الدم الذي يسفك بحق السوريين على يد قواته، محذرًا من أن استمرار العنف دون محاسبة يهدد مستقبل سوريا واستقرارها.

• 

تصاعد التوترات في الساحل السوري مع وصول مقاتلين أجانب

وفي تطور مثير للقلق، أفاد مصدر محلي لوكالة /المعلومة/ بوصول مجموعات من المقاتلين الأجانب، بينهم عناصر من الشيشان والإيغور، إلى الساحل السوري من محافظة إدلب، حيث تمركزوا في عدة مقرات عسكرية أبرزها لواء 107 في قرية زاما، ولواء قرفيص، ولواء البحرية في مدينة جبلة.
وأشار المصدر إلى أن هذه التحركات تأتي استعدادًا لمواجهة التظاهرات الشعبية التي تشهدها المنطقة، ما أثار قلقًا واسعًا بين أهالي الساحل، خصوصًا أبناء الطائفة العلوية الذين يخشون من تعرضهم لمجازر أو انتقام.

احتجاجات شعبية متزايدة وسط غياب الحلول السياسية

وتشهد محافظات عدة في سوريا تظاهرات سلمية واسعة احتجاجًا على سياسات ميليشيات الجولاني، والتي ازدادت أعمالها الوحشية بحق المدنيين، ما دفع الشارع إلى المطالبة بوقف تلك الممارسات ومحاسبة الجهات المسؤولة.

الاحتلال الإسرائيلي والعلاقات الغامضة

في سياق متصل، أكد طارق حمو أن الاحتلال الإسرائيلي للجولان لا يزال قائمًا دون أي مؤشرات على انسحاب، مشيرًا إلى غموض العلاقات بين نظام الشرع من جهة، وإسرائيل وتركيا من جهة أخرى، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في سوريا.
تبدو سوريا أمام مفترق طرق حاسم، حيث تتفاقم معاناة المدنيين مع استمرار الاعتداءات، والانقسامات العميقة، والضغوط الدولية المحدودة. في ظل هذا الواقع، يبقى السؤال الكبير: هل سيتحرك المجتمع الدولي لوقف هذا النزيف قبل فوات الأوان؟ .انتهى 25/س