تهريب الإرهابيين..شبكة معقدة بين الهول وتركيا تهدد أمن العراق والمنطقة
7 كانون الأول 20:08
المعلومة/ تقرير… تتقاطع التحذيرات الأمنية والسياسية في العراق مع معطيات ميدانية خطيرة تشي بوجود مسار متجدد لإعادة تدوير الجماعات الإرهابية في المنطقة، وسط فوضى الحدود وتنامي نفوذ التنظيمات المسلحة داخل الأراضي السورية. وفي الوقت الذي تسعى فيه بغداد إلى تحصين حدودها وقطع الطريق أمام أي محاولات تسلل، تكشف تقارير متواترة عن أن مصادر تهديد الإرهاب لم تُغلق بالكامل، بل تعود للظهور عبر بوابات أخرى، أبرزها مخيم الهول والحدود التركية التي شكلت خلال السنوات الماضية الممر الأخطر لدخول آلاف المقاتلين نحو ساحات الصراع في سوريا والعراق. هذه المعطيات تعيد طرح أسئلة صعبة حول حجم التحدي الأمني الذي يواجهه العراق، خصوصاً مع استمرار وجود بيئة إقليمية مضطربة تسمح بانتعاش التنظيمات المتطرفة مهما تغيرت مسمياتها أو غيرت أشكال انتشارها. الخبير الأمني الفريق الركن عبد الكريم خلف أكد لـ/المعلومة/ أن ملف مخيم الهول يمثل “أحد أخطر التحديات الأمنية في الوقت الراهن”، محذراً من أن “الغالبية العظمى من سكان المخيم هم من العراقيين الذين ارتبطوا بداعش خلال سنوات سيطرته في سوريا”، الأمر الذي يجعل أي تحرك لإعادة توطينهم أو تهريبهم إلى العراق “محفوفاً بالمخاطر”.
وأوضح خلف أن الشريط الحدودي العراقي السوري “تم تحصينه بشكل كبير”، إلا أن البيئة السورية الممزقة بين جماعات مسلحة متعددة “تمنح الإرهابيين فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم، ومحاولة إرسال خلايا نائمة تجاه العراق”.
وأكد أن الأجهزة الأمنية العراقية تمتلك “قاعدة بيانات شاملة” حول الإرهابيين في سوريا، وأن التنسيق الدولي مستمر لمنع تحول الهول إلى “بؤرة عنف تهدد المنطقة بأكملها”.
وتتقاطع رواية خلف مع ما كشفه رئيس جمعية كرد بلا حدود كادار بيري، الذي حمّل تركيا مسؤولية أساسية في “إدخال عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا والعراق عبر طرق التهريب”، مؤكداً لـ/المعلومة/ أن “أكثر من 40 ألف إرهابي دخلوا عبر الأراضي التركية وفق تقارير أمريكية”.
وأشار بيري إلى أن “المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق أسماء المقاتلين الذين مرّوا من تركيا، وتم دمج كثير منهم في تشكيلات مسلحة تابعة لما يسمى الجيش السوري الوطني”، معتبراً أن أنقرة “امتلكت اليد الطولى في تدمير سوريا عبر دعم أو تسهيل مرور الجماعات المتطرفة لخدمة مصالحها”.
وأضاف أن الجمعية مستمرة في “توثيق أسماء الإرهابيين المنتشرين داخل سوريا”، متوقعاً “محاسبة منظومة الجولاني قريباً مع تزايد الضغط الدولي”.
وبين مخيم الهول الذي يهدد بإعادة إنتاج داعش، والحدود التركية التي شكلت ممرّاً مفتوحاً للإرهاب لسنوات، تبدو المنطقة أمام شبكة معقدة من مصادر الخطر التي تتطلب تعاوناً دولياً حقيقياً، وليس مجرد بيانات سياسية. وفي الوقت الذي تعمل فيه بغداد على تحصين حدودها، يبقى التحدي الأكبر في معالجة جذور الفوضى داخل سوريا وإغلاق منافذ التمويل والتهريب التي ما زالت تسمح للتنظيمات الإرهابية بتجديد أنفاسها وتهديد أمن العراق والمنطقة.انتهى25د
