البيت السني يواجه انقسامات حادة.. لقاء الدوحة مؤشر على الأزمة
المعلومة /تقرير ...
على الرغم من تشكيل المجلس السياسي السني، لا تزال مكوناته الرئيسية تعاني من انقسامات حادة، إذ يتركز اهتمام كل طرف على منصب رئيس البرلمان المقبل، ما أدى إلى شبه تفكك داخل المجلس.
هذه الانقسامات دفعت خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي، إلى اللجوء إلى مرجعيتهم السياسية في قطر عبر لقاء أميرها تميم بن حمد آل ثاني، في محاولة لحل الخلافات المتصاعدة بين الأطراف السنية.
وتترقب الأوساط السياسية إمكانية دخول أنقرة على خط الوساطات للمساهمة في رسم ملامح التفاهمات السنية وتوزيع الاستحقاقات وتحديد مرشح رئاسة البرلمان.
ويعد اللقاء الذي جمع أمير قطر بالخنجر والحلبوسي يوم أمس الثلاثاء مؤشراً واضحاً على عمق الأزمة داخل البيت السني، فضلاً عن انعكاساته على الشارع السني، الذي يطالب بأن تحسم القرارات داخلياً بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وفي هذا السياق، اعتبر السياسي والنائب الأسبق وائل عبد اللطيف أن اجتماع الدوحة يعكس بوضوح حجم الخلاف بين القوى السنية بشأن اختيار رئيس البرلمان، مؤكداً أن اللقاء يثبت استمرار الدور القطري في رسم مسار القيادات السنية ضمن العملية السياسية.
وقال عبد اللطيف لـ/المعلومة/، إن "اجتماع المجلس السياسي السني الأخير كشف حجم التباين بين أطرافه الستة، خاصة بعد فشله في إصدار بيان يوضح نتائج مناقشاته حول المرشح النهائي لرئاسة البرلمان".
وأشار إلى أن "اجتماع الدوحة يُظهر اتساع الفجوة السنية، متوقعاً حدوث لقاء مماثل في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وأوضح عبد اللطيف أن "المجلس السني كان من الأفضل تأجيل حسم تسمية رئيس البرلمان إلى ما بعد تصديق المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، لكون موقف الحلبوسي ما يزال هزيلاً وقد يتعرض للاستبعاد بقرار من المحكمة".
من جانبه، وصف السياسي هاشم الحبوبي استمرار القيادات السنية في الاعتماد على قطر وتركيا لحل خلافاتها بأنه دليل على ضعفها وعجزها عن توحيد صفوفها، نتيجة تغليب المصالح الخاصة على مصلحة المكون السني.
وقال الحبوبي لـ/المعلومة/، إن "لقاء الدوحة يؤكد أن القيادات السنية ما زالت أسيرة التأثير الخارجي في رسم سياساتها، مشيراً إلى أن ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على القرار الوطني".
وأضاف أنه "واثق بأن الشارع السني يرفض التدخلات الخارجية، سواء كانت من قطر أو تركيا أو غيرهما، مطالباً القيادات بالاعتماد على الحوار الداخلي لتوحيد الصفوف وحسم الخلافات".
يذكر أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني التقى، أمس الثلاثاء، رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر في الدوحة، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً على استمرار دور اللاعبين الإقليميين في عملية رسم القيادة السنية داخل العراق.
ومع استمرار الخلافات داخل البيت السني قد يؤثر على سرعة اختيار رئيس البرلمان المقبل، ويزيد من حالة الانقسام السياسي داخل العراق، فيما حذر مراقبون من خطورة الاعتماد على الوساطات الخارجية، مثل قطر وتركيا، الامر الذي يضعف ثقة الشارع السني بالقيادات المحلية ويخلق شعوراً بأن القرارات تفرض من الخارج.انتهى/25م