إسرائيل تعيد تدوير خطة استعمارية قديمة في غزة
المعلومة/ ترجمة ..
اكد تقرير لصحيفة موندو ويس البريطانية ، الاحد، ان تصريح رئيس اركان الجيش الإسرائيلي ايال زامير بشأن الخط الأصفر وكونه الحدود الجديدة لإسرائيل ما هو إلا استمرار لتاريخها في إعادة رسم حدودها عبر التطهير العرقي والاستيلاء على الأراضي.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة/، " اليوم، يُمكن تلخيص الأمر في منطق بسيط: تقسيم قطاع غزة إلى منطقتين يفصل بينهما الخط الأصفر - إحداهما تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية، مع بناء مجمعات سكنية للفلسطينيين للانتقال إليها بعد التدقيق الأمني (دون السماح لهم بالمغادرة)، والأخرى تُوضع تحت سيطرة دولية، حيث لا تتم أي عمليات إعادة إعمار، ولا يُسمح إلا بوصول الحد الأدنى من المساعدات".
وأضاف التقرير انه " في الوقت الراهن، إسرائيل مُستعدة للقبول بهذا الوضع النهائي في غزة، وتسعى جاهدة لتوسيع نطاق تأثيره على استمرار إقامة الفلسطينيين في القطاع، و على الرغم من أن تصريح زامير يتعارض مع الهدف المعلن رسميًا لخطة الرئيس الأمريكي ترامب بشأن غزة - والتي تنص على انسحاب إسرائيلي كامل في نهاية المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار - فإن حقيقة أن هذه الرؤية قد صدرت عن أعلى مسؤول عسكري إسرائيلي تعني أنها تعكس جوهر العقيدة الأمنية الإسرائيلية وموقفها التاريخي تجاه "قضية غزة".
وتابع التقرير ان " الخوف يكمن في أن يُسهّل ذلك تهجير سكان غزة إلى دول أخرى عبر ما يُسمى "الهجرة الطوعية"، لا سيما وأن هذه كانت خطة إسرائيلية مُعلنة صراحةً قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بل إن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أنشأ مكتبًا خاصًا مُكلفًا بتسهيل "نقل" الفلسطينيين من غزة مع استمرار الحرب، وكان من المفترض أن يعمل هذا المكتب بالتنسيق مع معسكر اعتقال رفح الجنوبي الذي خططت إسرائيل لإنشائه".
وأشار التقرير الى ان " هذه الرؤية ليست نتاج الحرب الأخيرة على غزة، فقد شكّلت هذه البقعة من الأرض، التي نشأت جراء النكبة عام 1948 كموقع لتجمّع مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، ربما أكبر تحدٍّ للمشروع الاستعماري الإسرائيلي على مدى السنوات السبع والسبعين الماضية".
وشدد التقرير على ان " إنّ الكثافة السكانية العالية في غزة، وغلبة اللاجئين فيها، واستمرار الظروف المعيشية المزرية المزمنة في القطاع، جعلت منها ساحة مقاومة دائمة، كما جعلها ذلك هدفًا لخطط إسرائيلية متواصلة تهدف إلى تقليص عدد سكانها ووضعها تحت سيطرتها العسكرية. إنّ خطة ترامب "للسلام"، التي أُقرّت مؤخرًا في مجلس الأمن الدولي، لا تُؤكّد إلا على هذا الإرث الاستعماري. انتهى/25 ض