تصريحات الكردينال ساكو تحدث ضجة.. لماذا يدعم التطبيع ؟

المعلومة / بغداد ..
أثارت التصريحات الأخيرة للكردينال لويس ساكو، بشأن دعوة الحكومة العراقية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني في محفل رسمي وعلني وبحضور رئيس الوزراء، موجة جدل واسعة في الأوساط السياسية والدينية والقانونية داخل العراق.
أعرب القيادي في حركة بابليون، ربيع صوران، في تصريح خاص لوكالة /المعلومة/، عن استغرابه الشديد من هذه التصريحات، مؤكداً أنها شخصية تمثل وجهة نظر الكردينال ساكو فقط، ولا تعبر عن الموقف العام للمكون المسيحي في العراق.
وقال صوران إن حركة بابليون ترفض جملة وتفصيلاً ما ورد في التصريحات لما قد تسببه من تداعيات سلبية على وحدة الصف المسيحي، خصوصًا في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها العراق والمنطقة عموماً.
وأضاف: “إطلاق مثل هذه التصريحات خلال قداس ديني مخصص لمباركة مناسبة كنسية، وبحضور شخصيات رسمية ودينية مهمة، يتطلب قدراً عالياً من الحذر والمسؤولية، خصوصًا مع خطورة الموضوع وتعقيده”، كما حذر صوران من “توظيف المنابر الدينية في مواقف سياسية قد تُفسر خارج سياقها الروحي، مما قد يؤدي إلى تأزيم الأوضاع”.
وأشار إلى أن تصريحات ساكو لن تؤثر فقط على المكون المسيحي داخل العراق، بل قد تمتد آثارها لتؤثر على أوضاع المسيحيين في فلسطين المحتلة، في ظل الأوضاع السياسية الحساسة والاضطرابات المتواصلة في المنطقة.
وختم صوران بالقول: “الحفاظ على وحدة الخطاب المسيحي وتغليب الحكمة في التصريحات العلنية بات أمرًا ضرورياً، خاصة من القيادات الدينية التي يجب أن تراعي تداعيات كلماتها وانعكاساتها على أبناء المكون المسيحي في الداخل والخارج”.
في السياق ذاته، أكد الخبير القانوني علي التميمي، في تصريح لـ/المعلومة/، أن القانون العراقي يجرم التطبيع بكل أشكاله، ويضع عقوبات صارمة بحق من يدعو أو يروج لهذا الأمر.
وأوضح التميمي أن “القانون رقم 1 لسنة 2022 جاء لتجريم التطبيع رسمياً”، مشدداً على أن “هذه التشريعات تهدف إلى حماية السيادة الوطنية والرفض القاطع لأي محاولة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل”.
وأضاف: “القانون يضع إطاراً قانونياً واضحاً لمعاقبة كل من يدعو إلى التطبيع، بما في ذلك عقوبات تصل إلى حد الإعدام، وهذا يعكس موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية”.
وأكد التميمي أن “أي تصريحات أو مواقف تدعو إلى التطبيع، سواء أكانت في منابر رسمية أو دينية، ستكون محل مساءلة قانونية صارمة وفق القوانين النافذة”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تمر فيه المنطقة بمرحلة حساسة سياسيًا وأمنيًا، وسط توتر مستمر بشأن القضية الفلسطينية ورفض شعبي واسع في العراق للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ويبدو أن تصريحات الكردينال ساكو، رغم أنها شخصية كما يؤكد بعض القيادات المسيحية، قد تؤدي إلى توترات داخل المجتمع المسيحي، فضلاً عن تفاعل قانوني وسياسي جدي بسبب صرامة التشريعات العراقية التي تجرم التطبيع.
وفي ظل هذا الوضع، تبقى الحاجة ماسة إلى توخي الحذر في التعبير عن المواقف السياسية والدينية، لا سيما من خلال المنابر العامة والرسمية، للحفاظ على الوحدة الوطنية وتجنب الانقسامات التي قد تؤثر سلبًا على الأوضاع الاجتماعية والسياسية في العراق.انتهى 25/س