تحولات الطاقة في الشرق الأوسط تُعيد تشكيل علاقات القوة والتحالفات

المعلومة/ ترجمة ... 
اكد تقرير لصحيفة ميدل ايست مونيتور، السبت، انه غالبًا ما يُنظر إلى التحول العالمي في مجال الطاقة على أنه ضرورة تقنية وبيئية، أي تحول تدريجي من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة استجابةً لتغير المناخ إلا أن هذا التحول في الشرق الأوسط ليس خطيًا ولا غير سياسي، بل هو عملية جيوسياسية عميقة، تُعيد تشكيل علاقات القوة والتحالفات والسلوك الدبلوماسي في منطقة لطالما ارتبطت فيها الطاقة ارتباطًا وثيقًا بالسياسة.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة/، انه "و لعقود طويلة، شكلت الطاقة حجر الزاوية في نظام عالمي يتمحور حول الغرب في الشرق الأوسط، فقد دعمت تدفقات النفط والغاز التحالفات الاستراتيجية والترتيبات الأمنية والنفوذ السياسي، لا سيما بين الولايات المتحدة وكبار المنتجين في الخليج". 
وأضاف ان" هذا النموذج  يتعرض الآن لضغوط مستمرة، فالطلب الآسيوي المتزايد، والدور الاستراتيجي المتنامي للصين، واستمرار روسيا كفاعل في قطاع الطاقة، واستراتيجيات التنويع التي تنتهجها دول المنطقة، كلها عوامل تُقوّض تدريجيًا العلاقة التقليدية بين الطاقة والأمن".
وتابع انه " وعلى الرغم من تزايد الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، لم يفقد النفط والغاز أهميتهما الجيوسياسية، وتشير تقييمات وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك باستمرار إلى أن المواد الهيدروكربونية ستستمر في التأثير على أمن الطاقة العالمي لعقود، لا سيما في المناطق الحساسة جيوسياسياً كالشرق الأوسط،وقد عززت الأزمات العالمية الأخيرة هذه الحقيقة بدلاً من أن تُضعفها".
وبين التقرير" قدّمت الحرب في أوكرانيا تذكيراً صارخاً بمدى سرعة إعادة تسييس الطاقة، وأبرزت تقارير وكالة الطاقة الدولية وتقييمات سياسات الطاقة الأوروبية كيف تُرجمت اضطرابات الإمداد مباشرةً إلى نفوذ جيوسياسي، وعادت الطاقة لتصبح أداة استراتيجية بدلاً من سلعة محايدة، كاشفةً عن مواطن الضعف في الأسواق العالمية والتحالفات السياسية".
وأشار التقرير الى انه " لم يعد منتجو الشرق الأوسط مجرد موردين سلبيين ضمن أطر أمنية ثابتة، بل أصبحوا فاعلين مستقلين بشكل متزايد، يستخدمون الطاقة كأداة دبلوماسية بدلاً من مجرد سلعة تصديرية، كما  انه وفي الوقت نفسه، أصبحت التقنيات المرتبطة بتحول الطاقة نفسها أصولاً جيوسياسية، فالسيطرة على المعادن الحيوية، وقدرات تصنيع الطاقة المتجددة، والبنية التحتية للهيدروجين، وأنظمة البيانات المتعلقة بالطاقة، تُولّد أشكالاً جديدة من التبعية والنفوذ، وتؤكد دراسات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة والبنك الدولي كيف أن الوصول إلى المعادن الحيوية وسلاسل إمداد الطاقة النظيفة يبرز كمصدر جديد للقوة الاستراتيجية". انتهى/25 ض