علماء يكتشفون الحلقة المفقودة بين التهاب النخاح وأمراض الدم
المعلومة/ متابعة..
حقق علماء في المركز الوطني لأمراض الأورام في مدينة دريسدن الألمانية خرقاً بحثياً مهماً، بعد اكتشافهم أن خلايا مناعية متخصصة داخل الجسم قد تتحول إلى مصدر خطر يهاجم نخاع العظام، مما يمهد الطريق للإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).
وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications أن ما يُعرف بـ "الخلايا السدوية اللحمية الالتهابية"، التي تتدخل عادة لحماية الجسم من الأمراض، قد تتسبب في إحداث أضرار جسيمة بتوازن نخاع العظام نتيجة الشيخوخة أو الالتهابات المزمنة. هذا الخلل يؤدي إلى تطور "متلازمة خلل التنسج النخاعي"، وهو اضطراب خطير ينتهي بالإصابة بسرطان الدم العدواني في ثلث الحالات.
وأوضح الباحث بورهان جويج، أحد مؤلفي الدراسة، أن النتائج تثبت بأن البيئة المحيطة بالنخاع ليست مجرد ضحية، بل هي "محرك نشط" يشكل المراحل الأولى للتطور الخبيث للسرطان. كما أشار العلماء إلى ظاهرة تسمى "شيخوخة الالتهاب"، وهي حالة من الالتهاب المزمن منخفض الدرجة التي تكمن وراء العديد من أمراض الشيخوخة والقلب.
من جانبه، ذكرت الباحثة جوديث زوغ أن هذا الاكتشاف يطرح تساؤلات حاسمة حول عمليات "زرع الخلايا الجذعية"؛ إذ يبدو أن مكان النخاع يحتفظ بـ "ذاكرة المرض"، مما قد يؤثر على استجابة الجسم للخلايا الجديدة والسليمة. ويأمل الفريق أن تفتح هذه النتائج الباب أمام تقنيات جديدة للكشف المبكر عن السرطان وتطوير علاجات تستهدف بيئة النخاع المصابة، بدلاً من التركيز فقط على استبدال الخلايا الخبيثة. انتهى 25