
عدنان الزرفي بين واشنطن وبغداد …دعم أمريكي لنفوذ محتمل وصراع مع الحكومة العراقية
المعلومة / خاص …
المشهد السياسي العراقي يشهد حراكًا لافتًا للنظر، يتصدره عدنان الزرفي، الذي كثّف خلال الأيام الماضية لقاءاته مع شخصيات أمريكية نافذة، مما أثار قلق الأوساط الحكومية في بغداد.
لقاءات مؤثرة في واشنطن
بحسب مصادر مطلعة، أجرى الزرفي اجتماعًا مهمًا مع جولي، المرشح لمنصب نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، والذي يُعرف بدوره الكبير في صياغة قانون قيصر الذي فرض عقوبات مشددة على النظام السوري وأدى إلى تدهور اقتصاده.
هذه الخطوة تعكس عمق العلاقة بين الزرفي والإدارة الأمريكية، وتثير تساؤلات حول مدى تأثيره المحتمل على السياسة الأمريكية تجاه العراق.
كما التقى الزرفي مسعد بولص، المستشار الشخصي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في اجتماع استمر لأكثر من ساعتين ونصف. بولص، المعروف بعلاقته العائلية بترامب، يعد من الشخصيات النافذة في الدوائر المقربة من الحزب الجمهوري. الغريب في الأمر أن الزرفي لم ينشر أي صور أو تصريحات عن هذه اللقاءات، باستثناء تغريدة غامضة تحدث فيها عن “تغيير حتمي في النظام السياسي”، ما فتح الباب أمام تكهنات واسعة حول نواياه المستقبلية.
تحركات داخلية مقلقة للحكومة
لم تتوقف نشاطات الزرفي عند الخارج، بل امتدت إلى الداخل، حيث استقبل يوم أمس في منزله بالمنطقة الخضراء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
ناقش الطرفان قضية تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة، وهو أمر يثير الجدل، خصوصًا أن الحكومة العراقية تتجه نحو إنهاء مهام المبعوث الأممي لاعتبارها أن العراق لم يعد بحاجة إلى إشراف أممي مباشر.
كما ناقش الاجتماع ملف الانتخابات، حيث شدد الزرفي على ضرورة إشراف الأمم المتحدة على العملية الانتخابية، وهو ما يعكس توجهه نحو تعزيز الدور الدولي في رسم ملامح المشهد السياسي العراقي المستقبلي.
هل يطمح الزرفي لرئاسة الوزراء؟
كل هذه التحركات لم تمر مرور الكرام على الحكومة العراقية، التي تنظر بعين الريبة إلى تحركات الزرفي وتصاعد نجمه في المشهد السياسي.
فمع وجود دعم أمريكي محتمل، ولقاءاته مع شخصيات مؤثرة في واشنطن، لا يستبعد مراقبون أن يكون الزرفي يطمح للوصول إلى رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل التغيرات السياسية التي يشهدها العراق، والتي قد تفتح الباب أمام وجوه جديدة بدعم دولي.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سينجح الزرفي في تحقيق طموحاته، أم أن خصومه في الحكومة العراقية سيتمكنون من إيقاف تقدمه؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.انتهى / 25