تقرير امريكي: الولايات المتحدة لازالت تغالط نفسها بعد 20 عاما على غزو العراق

المعلومة/ ترجمة.. 
اكد تقرير لموقع ريزون الأمريكي، السبت، ان الولايات المتحدة مازالت تغالط نفسها بشأن كارثة غزو العراق عام 2003 حتى بعد مرور اكثر من عشرين عاما زاعمة انها لم تستخدم العنف السياسي في البلاد التي احتلتها ودمرتها. 
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة/، انه "وبحسب عرض تقديمي لوزارة الخارجية الامريكية للتعريف بالعراق لعامي 2020 و 2021 والذي أصدرته مؤخرًا بموجب قانون حرية المعلومات إلى جانب مئات الصفحات من وثائق تدريبية أخرى، حيث تزعم تلك العروض ان صعوبة تغلب الولايات المتحدة على فصائل المقاومة يعود الى انها لا تستخدم العنف السياسي في العراق ، على الرغم من ان الولايات المتحدة هي من غزت البلاد واحتلتها عام 2003 ". 
وأضاف ان " هذه الرسالة ليست دعاية للاستهلاك العام؛ إنها بيان داخلي لخط وزارة الخارجية، حيث يُعدّ عرض الشرائح هذا جزءًا من التدريب الإلزامي للموظفين العاملين في السفارة والقنصليات الأمريكية في العراق، ويكشف نافذةً على ما تُروّج له الحكومة الأمريكية لنفسها بشأن دورها في الشرق الأوسط،  كما يُشير قولها "إننا نمتنع عن استخدام العنف السياسي" إلى أن القادة الأمريكيين لم يُدركوا تمامًا حجم الكارثة التي مثّلتها حرب العراق". 
وبين التقرير ان " أحد أكبر أعمال "العنف السياسي" في تاريخ العراق كان الغزو الأمريكي عام 2003، عندما غزت القوات الأمريكية البلاد، ودمرت البنى التحتية فيه وفرضت حكومة يقودها الحاكم المدني بول بريمر تحت تهديد السلاح، فيما وثّق مشروع إحصاء ضحايا العراق ما لا يقل عن 120 الفا و 108  حالة وفاة مدنية، بعضها حاولت وزارة الدفاع الأمريكية التستر عليه، نتيجة للحرب التي دارت رحاها بين عامي 2003 و2011". 
وتابع انه " ورغم أن الجيش الأمريكي سلّم زمام الأمور الأمنية رسميًا للحكومة العراقية الجديدة عام 2011، إلا أن القوات الأمريكية عادت عام 2014، وبقيت هناك لأجل غير مسمى، ولم يترددوا في استخدام التهديدات والعنف لإعادة تشكيل المشهد السياسي العراقي، وأشهرها اغتيال المسؤول العراقي أبو مهدي المهندس إلى جانب الجنرال الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني من عام 2020". 
وأشار التقرير الى ان " الرشوة  كانت جزءًا لا يتجزأ من المجهود الحربي منذ البداية، ففي عام 2002، خلال الفترة التي سبقت الغزو، تسللت فرق من القوات الخاصة الأمريكية محملة بملايين الدولارات إلى العراق على أمل كسب ولاء القادة المحليين، وفقًا لما ذكرته صحيفة الغارديان آنذاك، وخلال فترة زيادة القوات  الشهيرة عام ٢٠٠٧، ضاعف الجيش الأمريكي جهوده في هذه الاستراتيجية، حيث خصص ١٥٠ مليون دولار في عام واحد فقط لدفع رواتب الميليشيات السنية".
وشدد التقرير على ان "هذه الرشاوى الممولة من دافعي الضرائب  أدت إلى إثراء قلة مختارة من الناس بشكل كبير، ووفقًا لوزارة الخارجية، استولى شيوخ العشائر في المناطق الغربية على حوالي ٢٠ بالمائة من الأموال المخصصة لدفع رواتب عناصر ميليشياتهم او ما يسمى بالصحوات فما افاد الصحفي الاستقصائي سيث هارب أن القوات الأمريكية أُدينت بسرقة ما مجموعه 52 مليون دولار في العراق وأفغانستان بين عامي 2005 و2015، وأن العديد من السرقات الأخرى لم تُكتشف قط". انتهى/ 25 ض