
ذرائع أمنية وأطماع تاريخية.. ما وراء التدخل التركي في العراق؟
المعلومة/بغداد..
تتكرر الضربات الجوية التركية على المناطق الشمالية من العراق، في مشهد بات مألوفاً ومقلقاً في آنٍ معاً، بينما تقف الحكومة العراقية عاجزة عن اتخاذ موقف حازم يُنهي هذا المسلسل المستمر من الانتهاكات. فلم تعد العمليات العسكرية التركية مجرّد ردود فعل أمنية مؤقتة، بل تحولت إلى نهج مستدام يحمل في طياته أبعاداً سياسية واستراتيجية أوسع، تتجاوز حدود المواجهة مع جماعات مسلّحة إلى محاولات رسم واقع جديد في عمق الجغرافيا العراقية.
تغيب المعالجات الجادة، وتفشل الإدانات الكلامية في وقف التصعيد المتواصل، بينما تترسخ المخاوف من أن الصمت الرسمي قد يتحول إلى قبول ضمني بالأمر الواقع. وفي ظل التراخي الدبلوماسي، تبقى سماء العراق مشرّعة أمام طائرات لا تحترم سيادته، وأراضيه مكشوفة أمام تدخلات تقوّض استقلاله.
الصمت الحكومي
وبخصوص هذا الموضوع، دعا النائب عن كتلة صادقون النيابية، رفيق الصالحي، الحكومة العراقية إلى التحرك العاجل وتقديم شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة ضد الانتهاكات المتواصلة التي تمارسها تركيا عبر قصفها مناطق متعددة في شمال البلاد.
وقال الصالحي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "العدوان التركي المستمر يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، ولم يعد هناك أي مبرر لبقاء القوات التركية داخل الأراضي العراقية بعد حل حزب العمال الكردستاني نفسه"، مشيراً إلى أن "أنقرة تتذرع بالحجج الأمنية للتغطية على أطماعها التوسعية في شمال البلاد".
وأضاف أن "صمت الحكومة العراقية أمام هذا التصعيد يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات"، مطالباً وزارة الخارجية بـ"اتخاذ خطوات جدية عبر المحافل الدولية لوقف هذا العدوان".
أمجاد الدولة العثمانية
وفي ذات السياق، اتهم النائب عن ائتلاف دولة القانون، محمد الصيهود، الحكومة التركية بالسعي إلى إعادة أمجاد الدولة العثمانية تحت غطاء محاربة الإرهاب، مؤكداً أن أنقرة لا ترغب بالسلام كما تزعم.
وقال الصيهود في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "تركيا تستغل حالة التوتر السياسي والأمني التي تعيشها بعض دول الجوار، لفرض وجودها العسكري والتدخل في شؤون الدول، وخصوصاً العراق"، مبيناً أن "الوجود التركي في شمال البلاد ليس جزءاً من تفاهمات دولية، بل يمثل خرقاً واضحاً للسيادة".
وأوضح أن "الادعاءات التركية بمحاربة حزب العمال الكردستاني مجرد ذريعة لتبرير التمدد الجغرافي وتنفيذ أجندات توسعية"، مشدداً على أن "أنقرة تسعى لإعادة نفوذها القديم في المنطقة بما يشبه إحياء المشروع العثماني بوجه جديد".
ووسط ما يجري فإلى متى يستمر تجاهل هذه الاعتداءات؟ وهل تبقى السيادة العراقية ملفاً مؤجلاً على طاولة الانتظار؟. انتهى 25