
تركيا والورقة السنية.. عندما تتحوّل الانقسامات إلى سلاح لتقويض السيادة
المعلومة / تقرير..
في خضم الحراك السياسي المحموم قبيل الانتخابات، تبرز الورقة السنية بالغة الحساسية والتعقيد، تحركها أطراف خارجية، أبرزها تركيا، وفق ما يرى مراقبون ومحللون سياسيون.
إذ تسعى أنقرة، وفق هذه الرؤية، إلى ضمان بقاء نفوذها الإقليمي عبر استثمار التفكك داخل المكوّن السني العراقي، وإعادة تشكيل الخارطة السياسية بما يخدم مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية.
سنة العراق.. مشهد متشظٍ وصراع بلا أفق
ما كان يُفترض أن يكون تعددية سياسية صحية، تحوّل إلى تشرذم قسري وصراع سني-سني، لا يخدم سوى اللاعبين الإقليميين. القوى السنية في العراق تتناحر على الزعامة والتمثيل، وسط غياب مشروع سياسي موحّد، وافتقار لرؤية ناضجة تعكس مصالح المكوّن في ظل مرحلة مصيرية.
أحزابٌ تتكاثر، وقياداتٌ تتآكل، ومقاعدٌ نيابية باتت مهددة بالتقلص – خاصة بالنسبة لرئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، الذي كان يتمتع بسطوة شبه مطلقة داخل الساحة السنية، لكنها اليوم تتآكل بفعل منافسات داخلية شرسة، ودعم خارجي لحركات بديلة تحاول ملء الفراغ، أو فرض أجندة جديدة.
تركيا.. وصاية ناعمة أم تدخل مفضوح؟
لم تخفِ أنقرة يوماً رغبتها في الحفاظ على نفوذها داخل العراق، لا سيما في المحافظات السنية، من خلال دعم بعض الكيانات والأحزاب والشخصيات التي تراها قادرة على تأمين مصالحها في الملفين الأمني والاقتصادي.
الدعم التركي لا يأتي بمعزل عن التوازنات الإقليمية، لكنه يستثمر – بوضوح – في الانقسام السني، ما يُضعف تمثيل هذا المكون في بغداد، ويحوّل الساحة السياسية إلى ميدانٍ لتصفية الحسابات بالوكالة.
صناديق الاقتراع.. معركة الكرامة والسيادة
السلطة، في الديمقراطيات المشوهة، تعود للشعوب خلال لحظة التصويت فقط. لذا، فإن الوعي الشعبي والتصويت العقابي ضد كل من ساهم في إذلال هذا الشعب المظلوم، قد يشكل بداية لمسار استعادة القرار الوطني من قبضة القوى الأجنبية والداخلية المتواطئة.
ويبقى الرهان الحقيقي اليوم ليس على الزعامات المتآكلة، ولا على ولاءات الخارج، بل على وعي المواطن. فصوت الناخب هو السلاح الوحيد، والكرامة لا تُستعاد بالشعارات، بل عبر صناديق الاقتراع. انتهى / ٢٥