"دوامة" الاقتصاد تٌرعب العراق.. التنمية يُداهم الحرير: رصاصة الرحمة أم بداية الانطلاق؟
المعلومة/ خاص..
دخل العراق دوامة اقتصادية كبيرة، بعد اطلاق مشروع التنمية؛ نتيجة تعدد المشاريع الاستراتيجية المهمة، والتي بدأت تداهمه الواحد تلو الاخر، وطرق الحرير خير مثال.
تابع قناة "المعلومة " على تلكرام.. خبر لا يحتاج توثيقاً ..
فمنذ الوهلة الأولى، وعند اطلاق مشروع طريق التنمية، قفز طريق الحرير الى الواجهة مجدداً، فالطريق الذي لم ير النور منذ 2019 والى الان، رُبط أسمه بصورة أو بأخرى بالمشروع الأول.
رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اعلن السبت الماضي، اطلاق مشروع التنمية بمشاركة 10 دول إقليمية، ومجاورة، الهدف الأساس منه ربط أسيا بأوروبا من خلال سكك حديد مشتركة مع تركيا.
الاختلاف بين المشروعين، تم تفسيره بحسب وجهات نظر اقتصادية وسياسية متباينة ومُختلفة، فبعض رأى انه نقطة البداية للانطلاق بمشروع الحرير، اما الراي الاخر فاعتبره "طلقة الرحمة" بجسد مشروع الصين.
لجنة النقل والاتصالات النيابية، بينت الفرق بين مشروع طريق التنمية، وطريق الحرير الصيني، فيما اشارت الى دور ميناء الفاو الكبير في المشروعين.
وتقول رئيسة اللجنة، زهرة البجاري، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "مشروع طريقة التنمية يبدأ في العراق من ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة وينتهي في بلدة فيشخابور بمحافظة دهوك"، لافتة الى أن "الطريق سيكون عراقياً 100%".
وتضيف، أن "الاستثمارات تكون لشركات أجنبية وأخرى عراقية، ومن الممكن أن تكون شركات من القطاع الخاص، وهذه فرصة كبيرة لتوفير فرص عمل وتفعيل القطاع الخاص".
أما بشأن طريق الحرير، توضح البجاري، أن "مشروع طريق الحرير سيدخل الى البلد عن طريق البر ، اي من مدينة خانقين".
وتبين رئيسة لجنة النقل، أن "المشروع سيكون بيد الشركات الصينية التي هي من تقوم بكل الاستثمارات، أما بخصوص التنمية فهو عراقي وسيكون للعراق، والاستثمارات ستكون داخل البلد".
وتؤكد النائبة، أن "طريق التنمية، يعد من المشاريع الاستراتيجية المهمة جداً والتي سترفد اقتصاد العراق بمجموعة من الفوائد؛ أولها توفير مئات الاف فرص العمل، والذي سيؤثر على استقرار الوضع الأمني في العراق".
بدوره، بين الخبير الاقتصادي، همام الشماع، الفرق بين مشروعي التنمية والحريق والقناة الجافة، فيما حدد كيفية نجاح طريق التنمية وخدمة اقتصاد العراق.
ويؤكد الشماع في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "طريق التنمية هو ربط سككي وبري يربط العراق مع الحدود التركية، اما قناة الجافة فهي لا تختلف عن مشروع طريق التنمية، بل كليهما مشروعاً واحداً، والاختلاف أصبح بالاسم فقط".
ويشير الى، "طريق الحرير فهو مشروع صيني غير واضح المعالم، قد لا يعتمد على العراق، أي انه مختلف بالتمام عن طريق التنمية"، مبيناً أن "طريق التنمية اذا قام على دراسة موضوعية لصرفيات النقد العالمية، من الممكن أن يخدم العراق بشكل كبير".
ويوضح الخبير الاقتصادي، أن "هناك من يرى أن دراسة الجدوى غير مكتملة وقامت بها شركة غير متخصصة"، مستدركا بالقول: "يفترض أن يُسلم هذا المشروع لشركات النقل العالمية، باعتبار ان هناك تفاصيل تتعلق باحتساب التكاليف".
ويتابع حديثه، قائلاً: "أي عند شحن حاويات من ميناء شيامن الصيني مباشرة الى الميناء الأوروبي ورغم طول المسافة، فقد تكون التكاليف أقل من تكاليف الشحن البحري ثم التصريف للنقل البري عبر القطارات والسيارات".
ويعتبر الشماع : "دراسة التكاليف والسوق مهمة جداً؛ لان الفرضيات تقوم على دراسة السوق وليس فقط على الجانب الفني".
الى ذلك، كشفت وزارة النقل، تفاصيل مشروع طريق التنمية الاستراتيجي الذي أعلنت عنه الحكومة الحالية، فيما اكدت انه لن يتعارض مع أي مشاريع اقتصادية وتجارية مستقبلية ابرزها الاتفاقية الصينية او الحزام والطريق.
ويذكر مدير إعلام الوزارة، ميثم الصافي في حديث لوكالة /المعلومة/، إن "مشروع طريق التنمية لن يجعل من العراق مجرد ممر للتجارة لانه؛ سيرتبط بطريقة مباشرة مع ميناء الفاو الكبير، فضلا عن انه سيحتوي على العديد من المدن الصناعية والتجارية".
ويستطرد: "العمل مستمر في ميناء الفاو وهناك تركيز خاص لإكماله من الشركات العاملة، بالنظر الى الترابط الرئيسي مع مشروع طريق التنمية".
ويلفت الى، ان "طريق التنمية سيكون بمثابة شريان لميناء الفاو الكبير الذي ستمر عبره التجارة العالمية من الشرق الى الموانئ الاوربية".
العمل الحكومي في الجانب الاقتصادي ترافقه اشادات اقتصادية وسياسية كبيرة، الا أن الريح تحمل معها كل شيء، فمن الممكن ان تكون المشاريع التي تطلقها بين الحين والأخر نقطة البداية لتصحيح سياسات البلد الاقتصادي، أو الاستمرار بنفس الاليات الفاشلة للحكومات السابقة لاسيما انها قد تواجه المطب الأول عند المباشرة فعليا بمشروع طريق التنمية.انتهى/25ر