يوم الانتصار وعيد العراق الأعظم..!
كتب / وليد الطائي ||
سلامٌ على الشهداء…
سلامٌ على الجباه التي سجدت فوق تراب الوطن، ولم تنحنِ إلا لله.
سلامٌ على الدم الذي كتب للعراق عمرًا جديدًا، وعلى الأرواح التي عبرت إلى الخلود وهي تمسك راية الوطن بيد، وراية العقيدة باليد الأخرى.
الأربعاء ليس يومًا عاديًا في تقويم العراق…
الأربعاء هو يوم الانتصار، يومُ كُسرت فيه شوكة الظلام، وانطفأت فيه نار “دولة الباطل”، وسقط وهم الإرهاب تحت أقدام الرجال الذين لم يعرفوا التراجع.
هو يوم عاد فيه العراق واقفًا بعدما حاولوا إذلاله، واستعاد هيبته بعدما أرادوه بلدًا منكسرًا بلا روح.
في هذا اليوم، لا نتذكر معركة فقط…
نتذكر وجوهًا غادرت ولم تغب،
نتذكر شبابًا كانوا يحلمون ببيوت دافئة وأطفال وعرس مؤجل… فاختاروا طريق الخلود بدل طريق الراحة.
نتذكر أمهاتٍ زغردن والدمع يسبق الزغرودة، وآباءً تصبّروا وهم يدفنون قطعة من قلوبهم، وزوجاتٍ ارتدين السواد ولبسن معه وسام الشرف الأبدي.
الأربعاء هو عيد العراق الأعظم…
لأنه عيد الدم الذي انتصر على السيف،
وعيد الإيمان الذي هزم الكراهية،
وعيد الفقراء الذين دافع عنهم أبناؤهم ليس في القصور، بل في الخنادق والوديان وتحت المطر والنار.
في هذا اليوم، لا نرفع الأعلام فقط…
بل نرفع العهد:
أن لا ننسى،
أن لا نُساوِم على دم الشهداء،
أن لا نُفرّط بمن حمى الأرض والعِرض والكرامة،
وأن يبقى الحشد والمقاومة ودماء الجيش والشرطة تاجًا على رأس هذا الوطن، لا يُدنّس بخطاب التشكيك ولا بحملات النكران.
سلامٌ على الشهداء وهم يصعدون إلى عليائهم،
سلامٌ على عوائلهم الكريمة وهم يدفعون أغلى ما يملكون ليبقى العراق،
سلامٌ على كل جريح حمل جسده وسار، وعلى كل مقاتل وقف وما زال واقفًا كي لا تعود الخناجر إلى خاصرة الوطن.
الأربعاء ليس ذكرى…
الأربعاء هو هوية،
هو توقيع العراق بالدم على وثيقة بقائه حرًا،
هو الرسالة التي تقول للعالم:
نحن شعب لا يموت،
وإذا اشتدت المحنة… أنجبنا النصر.
المجد للشهداء…
الخلود لتضحياتهم…
والنصر للعراق، كل العراق.