edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. من رحم الاجتماعات الى قصر الحكومة : ملحمة ولادة رئيس مجلس الوزراء العراقي سياسية ممتدة بين احضان...
من رحم الاجتماعات الى قصر الحكومة : ملحمة ولادة رئيس مجلس الوزراء العراقي سياسية ممتدة بين احضان التحالفات
مقالات

من رحم الاجتماعات الى قصر الحكومة : ملحمة ولادة رئيس مجلس الوزراء العراقي سياسية ممتدة بين احضان التحالفات

  • إعداد: كتب / رافد حميد فرج القاضي
  • اليوم 09:26

عندما يولد رئيس مجلس الوزراء العراقي فهو لا يظهر فجأة في البرلمان يحمل شهادة ميلاد مكتوبة على ورق رسمي بل يُولد من رحم التحالفات السياسية ومن رحم الاجتماعات والتوافقات الطويلة ومن رحم رسائل الواتساب والتليغرام الغامضة التي يرسلها قادة الأحزاب لبعضهم البعض في منتصف الليل وهم في حالة من الترقب والقلق وكل طرف يريد أن يضع يده على المولود الجديد أو على الأقل أن يضمن أن المولود سيتصرف كما يشاء بعد الولادة كأنه مجسم متحرك لأوامرهم وخططهم السياسية.
أحيانًا يبدو أن ولادة رئيس مجلس الوزراء العراقي تتم عبر عملية ولادة سياسية حيث يجتمع كبار القادة السياسين ويقررون من سيولد أولًا ومن سيظل في الانتظار ويتم قياس الضغط السياسي وفحص توافق الأحزاب وحساب تأثير الشارع ومراجعة توقعات الدول الإقليمية والدولية وكل هذا قبل أن يُعلن للناس : “وُلِد الرئيس الجديد !” وكأنهم يعلنون عن ولادة مولود ملكي لكن مع فرق واحد : المولود هنا يملك برنامجًا سياسيًا مسبقًا وملفًا من الضغوط والمطالب ووزنًا من التوقعات يفوق قدرة أي إنسان على التحمل.
وإذا اعتقدت أن الولادة هنا هي مجرد خطوة فأنت مخطئ فالمولود السياسي العراقي يمر بمرحلة طويلة والتي قد تمتد لأشهر قبل أن يتمكن من التحرك بحرية وفي هذه الفترة عليه أن يتعرف على التوازن بين الأحزاب الشيعية والسنية والكردية وأن يعرف مسبقًا أي جناح سياسي يجب أن يرضيه وأي جناح يجب أن يُهادن وأي جناح يجب أن يُقنعه بأن الولادة كانت جيدة وأنه سيصبح زعيمًا حقيقيًا.
والغريب أن كل هذه الولادات السياسية تحدث بينما المواطن العراقي الذي هو شاهد على كل هذه العملية يشعر أحيانًا بأنه مجرد مراقب يشاهد الولادة السياسية وهي تتصارع وتتفاوض وتتظاهر بالرحمة والحنان تجاه المولود السياسي بينما في الواقع كل طرف يسعى لوضع قبضته على “السيطرة المطلقة” قبل أن يستطيع المولود أن يقول كلمة واحدة.
ثم هناك جانب آخر من الولادة وهو الاختبارات المبكرة : اذ يجب على المولود السياسي أن يعرف كيف يتعامل مع البرلمان ؟
وكيف يقنع النواب ؟
وكيف يتفاوض مع رئيس الجمهورية ؟
وكيف يستجيب للضغوط الشعبية؟
وكيف يتظاهر بأنه مستقل وموضوعي ؟
وكل ذلك في نفس الوقت.
 في كثير من الأحيان يفشل بعض المولودين في هذه المرحلة ويظلوا في الانتظار لأشهر بينما الأحزاب تبحث عن مرشح جديد كأنها تبحث عن وصفة سرية لولادة مثالية.
ومن الممتع أن نلاحظ أن المولود السياسي العراقي يولد محاطًا بالوسائل الإعلامية التي تراقب كل نفس وكل خطوة وتعلق على كل حركة سياسية وكأنها إعلان ميلاد عالمي مباشر فالصحفيون ينقلون الأخبار وكأنهم يصفون ولادة مولود ملك أو أمير بينما في الواقع المولود السياسي يحاول فقط أن يتنفس وأن يظل على قيد الحياة وسط بحر من الصفقات السياسية والضغوط الشعبية والإقليمية والدولية.
وفي هذه المرحلة يصبح السؤال : هل يمكن لهذا المولود أن يتحرك بحرية ؟
الجواب واضح : لا، لأنه مولد سياسي وليس مولودًا حرًا.
 كل حركة وكل قرار وكل تصريح وكل خطوة محسوبة بعناية لأنها تخضع لتوافقات مسبقة بين الأحزاب والكتل والتحالفات والدول التي لها تأثير على السياسة العراقية وحتى القهوة التي يشربها المولود السياسي قد تكون موضوع مراقبة فالأمر كله جزء الولادة الكبرى.
ومع كل هذا هناك جانب آخر  مهم للغاية : في كثير من الأحيان لا يولد المولود السياسي وحده بل يولد توأم أو ثلاثة توائم سياسية كل واحد منهم يحمل برنامجًا مختلفًا وكل واحد منهم له داعم قوي وكل واحد منهم يعد بأنه سيصبح القائد الأعلى إذا تم التصويت له.
 وهنا تبدأ اللعبة الحقيقية :
أي التوأم سيبقى على قيد الحياة ؟
أي منهم سيحصل على دعم البرلمان ؟
أي منهم سيبقى في الحضانة السياسية ؟
وكل هذا يحدث بينما الجمهور العراقي يراقب ويبتسم أحيانًا ويبكي أحيانًا ويسأل نفسه : هل سيصل المولود إلى كرسي رئيس مجلس الوزراء سريعا ؟
في نهاية المطاف يصبح رئيس مجلس الوزراء العراقي نتيجة عملية ولادة طويلة ومعقدة ناتجة عن تحالفات وصفقات وضغوط شعبية وضغوط إقليمية ومهارات عالية في الدبلوماسية السياسية وهو بالتأكيد ليس شيئًا يولد مع الشخص ولا يمكن لأي شخص أن يدعي أنه كان مقررًا له أن يكون رئيسًا منذ ولادته وكل شيء هنا يعتمد على التوقيت والصبر والمفاوضات المستمرة وربما قليل من الحظ السياسي الذي قد يُحدث الفرق بين النجاح والفشل في هذه الولادة الاستثنائية.

الأكثر متابعة

الكل
الجابري يحذر من كارثة صحية: السرطان يهدد سكان البصرة بسبب التلوث

الجابري يحذر من كارثة صحية: السرطان يهدد سكان...

  • محلي
  • 22 كانون الأول
طقس العراق.. ضباب وانخفاض في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

طقس العراق.. ضباب وانخفاض في درجات الحرارة خلال...

  • محلي
  • 21 كانون الأول
فصل الشتاء فلكياً يبدأ غداً بأقصر نهار وأطول ليل في النصف الشمالي

فصل الشتاء فلكياً يبدأ غداً بأقصر نهار وأطول ليل في...

  • محلي
  • 20 كانون الأول
أسعار الدولار تنخفض في بغداد وأربيل مع إغلاق البورصة

أسعار الدولار تنخفض في بغداد وأربيل مع إغلاق البورصة

  • محلي
  • 20 كانون الأول
بعد تولّي رؤساء حكومات متعاقبين… من سيكون الأصلح لقيادة المرحلة؟
مقالات

بعد تولّي رؤساء حكومات متعاقبين… من سيكون الأصلح لقيادة المرحلة؟

واشنطن في ارتباك واضح في ترتيب أولوياتها الإقليمية..!
مقالات

واشنطن في ارتباك واضح في ترتيب أولوياتها الإقليمية..!

إدارة الفوضى الأمريكية تتحول إلى صدام تركي–أمريكي بوساطة إسرائيلية
مقالات

إدارة الفوضى الأمريكية تتحول إلى صدام تركي–أمريكي بوساطة...

قراءة في صورة رئيس الوزراء 2026 – 2030..!
مقالات

قراءة في صورة رئيس الوزراء 2026 – 2030..!

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا